الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> لو أعلم الأيام راجعة لنا >>
قصائدالفرزدق
لو أعلم الأيام راجعة لنا
الفرزدق
- لَوْ أعْلَمُ الأيّامَ رَاجِعَةً لَنَا،
- بكَيتُ على أهْلِ القِرَى من مُجاشِعِ
- بَكَيتُ على القَوْمِ الّذينَ هَوَتْ بهِمْ
- دَعَائمُ مَجْدٍ كانَ ضَخمَ الدّسائِعِ
- إذا ما بكى العَجْعاجُ هَيّجَ عَبْرَةً
- لعَيْنَي حَزِينٍ شَجْوُهُ غَيرُ رَاجعِ
- فإنْ أبْكِ قَوْمي، يا نَوَارُ، فإنّني
- أرَى مَسْجِدَيهِمْ مِنهمُ كالبَلاقِعِ
- خَلاءَينِ بَعدَ الحِلْمِ وَالجَهلِ فيهما
- وَبَعْدَ عُبابيِّ النّدَى المُتَدافِعِ
- فأصْبَحْتُ قَدْ كادَتْ بُيوتي يَنالُها
- بحَيْثُ انتَهَى سَيلُ التِّلاعِ الدّوَافعِ
- على أنّ فِينَا مِنْ بَقَايا كُهُولِنَا
- أُسَاةَ الثّأى وَالمُفظِعاتِ الصّوَادعِ
- كَأنّ الرّدُيْنِيّاتِ، كانَ بُرُودُهُم
- عَلَيْهِنّ في أيْدٍ طِوَالِ الأشَاجِعِ
- إذا قلتُ: هذا آخرُ اللّيلِ قَد مَضَى،
- تَرَدّدَ مُسْوَدٌّ بَهِيمُ الأكارِعِ
- وَكَائِنْ تَرَكْنَا بِالخُرَيْبَةِ من فَتىً
- كَرِيمٍ وَسَيْفٍ للضّرِيبَةِ قاطِعِ
- وَمِنْ جَفْنَةٍ كانَ اليَتامَى عِيالَها،
- وَسَابِغَةٍ تَغْشَى بَنانَ الأصَابِعِ
- وَمِنْ مُهْرَةٍ شَوْهَاءَ أوْدَى عِنانُها
- وَقَد كانَ مَحفوظاً لها غَيرَ ضَائِعِ
المزيد...
العصور الأدبيه