الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> لوى ابن أبي الرقراق عينيه بعدما >>
قصائدالفرزدق
لوى ابن أبي الرقراق عينيه بعدما
الفرزدق
- لَوَى ابنُ أبي الرّقْراقِ عَيْنَيْهِ بَعدما
- دَنَا مِنْ أعَالي إيلِيَاءَ وَغَوّرَا
- رَجَا أنْ يَرَى مَا أهْلُهُ يُبْصِروُنَهُ
- سُهَيْلاً، فَقَدْ وَارَاهُ أجْبَالُ أعفَرَا
- فكُنّا نَرَى النّجْمَ اليَمانيَّ عِنْدَنَا
- سُهَيلاً فحالَتْ دُونَهُ أرْضُ حِميرَا
- وَكُنّا بِهِ مُسْتَأنِسِينَ كَأنّهُ
- أخٌ أوْ خَلِيطٌ عَنْ خَليطٍ تَغَيّرَا
- بَكَى أنْ تَغَنّتْ فَوْقَ سَاقٍ حمامةٌ
- شَآمِيّةٌ هَاجَتْ لَهُ فَتَذَكّرَا
- وَأضْحَى الغَواني لا يُرِدْنَ وِصَالَهُ،
- وَبَيْنَا تَرَى ظِلَّ الغِيَايَةِ أدْبَرَا
- مَخابىءَ حُبٍّ مِنْ حُمَيدَةَ لمْ يزَلْ
- بِهِ سَقَمٌ، مِنْ حُبّها، إذْ تَأزّرَا
- فَلَوْ كانَ لي بالشّأمِ مثلُ الذي جَبَتْ
- ثَقِيفٌ بِأمْصَارِ العِرَاقِ، وَأكْثَرَا
- فَقِيلَ: أتِهِ! لمْ آتِهِ، الدّهْرَ، مَا دَعَا
- حَمَامٌ عَلى سَاقٍ هَدِيلاً فقَرْقَرَا
- تَرَكْتُ بَني حَرْبٍ وَكانُوا أئِمَّةً،
- وَمَرْوَانَ لا آتِيهِ، وَالمُتَخَيَّرَا
- أبَاكَ، وَقَدْ كان الوَليدُ أرَادَني
- لِيَفْعَل خَيْراً أوْ لِيُؤمِنَ أوْجَرَا
- فَمَا كُنْتُ عَن نَفسي لأرْحلَ طائعاً
- إلى الشّأمِ حتى كنتَ أنتَ المُؤمَّرَا
- فلَمّا أتَاني أنّهَا ثَبَتَتْ لَهُ
- بِأوْتَادِ قَرْمٍ، مِنْ أُمَيّةَ، أزْهَرَا
- نَهَضْتُ بِأكْنَافِ الجَناحَينِ نَهضَةً
- إلى خَيرِ أهلِ الأرْض فرْعاً وعُنصرَا
- فَحُبُّكَ أغْشَاني بِلاداً بَغِيضَةً
- إليّ، وَرُومِيّاً بِعَمّانَ أقْشَرَا
- فلَوْ كنتُ ذا نَفسَينِ إنْ حَلّ مُقبِلاً
- بإحْداهما مِنْ دونِكَ المَوْتُ أحمَرَا
- حَيِيتُ بأُخْرَى بَعْدَهَا إذْ تجَرّمَتْ
- مَداها عَسَتْ نَفسي بها أنْ تُعَمَّرَا
- إذاً لَتَغَالَتْ بِالفَلاةِ رِكَابُنَا
- إلَيْكَ بنا يَخْدِينَ مَشْياً عَشَنزَرَا
المزيد...
العصور الأدبيه