الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> لنا عدد يربي على عدد الحصى >>
قصائدالفرزدق
لنا عدد يربي على عدد الحصى
الفرزدق
- لَنَا عَدَدٌ يُرْبي على عَدَدِ الحَصَى
- وَيُضْعِفُ أضْعَافاً كَثِيراً عَذِيرُهَا
- وَمَا حُمّلَتْ أضْغَانُنَا مِنْ قَبِيلَةٍ
- فَتَحمِلَ ما يُلقَى عَلَيها ظُهُورُها
- إذا ما التَقَى الأحياءُ ثمّ تَفَاخَرُوا،
- تَقَاصَرَ عِنْدَ الحَنْظَليّ فُخُورُها
- وَإنْ عُدّتِ الأحْسابُ يَوْماً وَجَدتَها
- يَصِيرُ إلى حَيّيْ تَميمٍ مَصِيرُها
- وَإنْ نَفَرَ الأحْيَاءُ يَوْمَ عَظِيمَةٍ
- تَحَاقَرَ في حَيّيْ تَمِيمٍ نُفُورُها
- نَمَتْني قُرُومٌ مِنْ تميمٍ، وَخِلْتُهَا
- إلَيْهَا تَنَاهَى مَجْدُ أُدٍّ وَخِيرُها
- تَميمٌ هُمُ قَوْمي، فَلا تَعْدِلَنّهُمْ
- بحَيٍّ إذا اعْتَزّ الأمُورَ كَبِيرُها
- هُمُ مَعْقِلُ العِزِّ الّذِي يُتّقَى بِهِ
- ضِرَاسُ العِدى وَالحرْبُ تغلي قدورُها
- وَلَوْ ضَمِنَتْ حَرْباً لخِنْدِفَ أُسَرةٌ
- عَبَأنَا لهَا مِنْ خِندِفٍ مَن يُبيرُها
- فما تُقبِلُ الأحياءُ من حبّ خِندِفٍ،
- وَلكِنّ أطْرَافَ العَوَالي تَصُورُها
- بحَقّي أُضِيمُ العَالَمِينَ بخِنْدِفٍ،
- وَقَدْ قَهَرَ الأحْيَاءَ مِنّا قَهُورُها
- مُلُوكٌ تَسُوسُ المُسلِمينَ وَغَيرَهُمْ
- إذا أنكَرَتْ كَانَتْ شديداً نكِيرُها
- وَرِثْنَا كِتَابَ الله والكَعْبَةَ الّتي
- بِمَكّةَ، مَحْجوباً عَلَيها سُتورُها
- وَأفضَلُ مَن يَمشي على الأرْض حيُّنا
- وَمَا ضَمِنَتْ في الذّاهِبينَ قُبُورُها
- لَنا دُونَ مَنْ تَحْتَ السّمَاءِ علَيهمُ
- مِنَ النّاسِ طُرّاً شَمسُها وَبُدورُها
- أخَذْنَا بِآفَاقِ السّمَاءِ عَلَيْهِمُ،
- لَنَا بَرُّها مِنْ دُونِهمْ وَبُحورُها
- وَلَوْ أنّ أرْض المُسْلِمِينَ يَحُوطُها
- سِوَانَا مِنَ الأحياءِ ضَاعتْ ثُغورُها
- لَنَا الجِنُّ قَدْ دانَتْ وَكُلُّ قَبيلَةٍ
- يَدِينُ مُصَلُّوها لَنَا، وَكَفُورُها
- وَفي أسَدٍ عَادِيُّ عِزٍّ، وَفِيهِمُ
- رَوَافِدُ مَعْرُوفٍ غَزِيرٍ غَزِيرُها
- هُمُ عَمّمُوا حُجْراً وَكِنْدَةَ حوْله
- عَمائمَ لا تَخفى مِنَ المَوْتِ نِيرُها
- وَنَحنُ ضَرَبْنا النّاس حتى كَأنّهُم
- خَرَارِيبُ صَيفٍ صَعَصَعتها صُقورُها
- بمُرْهَفَةٍ يُذرِي السّوَاعِدَ وَقْعُهَا،
- وَيَفْلِقُ هَامَ الدّارِعينَ ذُكُورُها
- وَنَحنُ أزَلْنا أهل نَجرَانَ، بَعدَما
- أدارَ على بَكْرٍ رَحَانَا مُدِيرُها
- وَنَحنُ رَبِيعُ النّاسِ في كلّ لَزْبَةٍ
- مِنَ الدّهْرِ لا يَمشي بمُخٍّ بَعيرُها
- إذا أضْحَتِ الآفاقُ من كُلّ جَانِبٍ،
- عَلَيْها قَتامُ المَحْل بَادٍ بُسُورُها
- وَشُبّ وَقُودُ الشِّعرَيَينِ وَحَارَدَتْ
- جِلادُ لِقَاحِ المُمْحلينَ وَخُورُها
- وَرَاحَ قَرِيعُ الشّوْلِ مُحدَوْدب القَرَا
- سرِيعاً وَرَاحتْ وَهيَ حُدبٌ ظُهورُها
- يُبَادِرُهَا كِن الكَنِيفِ إمَامُهَا،
- كَما حَثّ رَكْضاً بالسَّرايا مُغِيرُهَا
- هنَالِكَ تَقْرِي المُعْتَفِينَ قُدُورُنَا
- إذا الشَّوْلُ أعيَا الحالِبينَ دُرُورُها
- وَنَعْرِفُ حَقَّ المَشْرَفِيّةِ، كُلّمَا
- أطَارَ جُنَاةَ الحَرْبِ يَوْماً مُطِيرُها
المزيد...
العصور الأدبيه