الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> لقد هتك العبد الطرماح ستره >>
قصائدالفرزدق
لقد هتك العبد الطرماح ستره
الفرزدق
- لَقَدْ هَتَكَ العَبْدُ الطِّرِمّاحُ سِترَهُ،
- وَأصْلى بِنَارٍ قَوْمَهُ فَتَصَلَّتِ
- سَعيراً شَوَتْ مِنُهُمْ وُجوهاً كأنّهَا
- وُجُوهُ خَنَازِيرٍ عَلى النّارِ مُلّتِ
- فَما أنْجَبَتْ أُمَّ العِلافيّ طَيّءٌ،
- ولَكِنْ عَجُوزٌ أخْبَثَتْ وَأقَلّتِ
- وَجَدْنَا قِلادَ اللّؤمِ حِلْفاً لِطَيّءٍ
- مُقارِنَها في حَيْثُ بَاتَتْ وَظَلّتِ
- وَمَا مَنَعَتْنَا دارَهَا مِنْ قَبيلَةٍ،
- إذا مَا تَمِيمٌ بِالسّيُوفِ اسْتَظَلّتِ
- بَني مُحْصَنَاتٍ مِنْ تَمِيم نَجيبَةٍ
- لأكْرَمِ آبَاء مِنَ الناس أدّت
- وَلَوْلا حِذَارٌ أنْ تُقَتَّلَ طَيّءٌ
- لَمَا سَجَدَتْ لله يَوْماً وَصَلّتِ
- نَصَارَى وَأنْبَاطٌ يُؤدّونَ جِزْيَةً
- سِرَاعاً بهَا جَمْزاً إذا هي أُهِلّتِ
- سَقَتْهُمْ زُعافَ السّمّ حَتى تذَبْذبوا،
- وَلاقَوْا قَنَاتي صُلْبَةً فَاستَمرّتِ
- تُعَالِنُ بالسّوْءاتِ نِسْوَانُ طَيّءٍ،
- وَأخْبَثُ أسْرَارٍ إذا هي أسَرّتِ
- لهَا جَبْهَةٌ كالفِهْرِ يُندي إطَارُهَا،
- إذا وَرِمَتْ ألغادُها وَاشْمَخَرّتِ
- أتَذكُرُ شَأنَ الأزْدِ؟ ما أنتَ مِنهُمُ،
- وَما لَقِيَتْ مِنّا عُمَانُ وَذَلّتِ
- قَتَلْناهُمُ حَتى أبَرْنَا شَرِيدَهُمْ،
- وَقَدْ سُبِيَتْ نِسَوانُهمْ وَاستُحِلّتِ
- نَسِيتُمْ بِقَنْدابيلَ يَوْماً مُذَكَّراً
- شَهِيراً، وَقتلى الأزْدِ بالقاعِ جُرّتِ
- حَمَلّنا على جُرْدِ البِغالِ رُؤوسَهُمْ
- إلى الشّامِ مِنْ أقصَى العِراقِ تدَلّتِ
- وَكَمْ مِنْ رَئيسٍ قَد قَتلناهُ رَاغِماً
- إذا الحَرْبُ عن رُوقٍ قَوَارحَ فُرّتِ
- بمُعترَكٍ ضَنْكٍ بِهِ قِصَدُ القَنَا،
- وَضَعْنَا بِهِ أقْدَامَنَا فَاسْتَقَرّتِ
- تَرَكْنَا بِهِ عِنْدَ اللّقَاءِ مَلاحِماً،
- عَلَيْهِمْ رَحَانَا بِالمَنَايَا اسْتَحَرّتِ
- فَلَمْ يَبْقَ إلاّ مَنْ يؤدّي زَكَاتَهُ
- إلَيْنَا وَمُعْطٍ جِزْيَةً حِينَ حَلّتِ
- ولو أن عصفوراً يمُدُّ جناحه
- على طيءٍ في دارها لاستظلت
- سألت حجيج المسلمين فلم أجد
- ذبيحة طائيٍّ لمن حج حلت
- وَمَا بَرِئَتْ طَائِيّةٌ مِنْ خِتانِها،
- وَلا وُجدَتْ في مسجد الدّينِ صَلّتِ
المزيد...
العصور الأدبيه