الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> لقد هاج من عيني ماء على الهوى >>
قصائدالفرزدق
لقد هاج من عيني ماء على الهوى
الفرزدق
- لَقَدْ هَاجَ من عَيْنيّ ماءً على الهَوَى
- خَيَالٌ أتَاني آخِرَ اللّيْلِ زَائرُهْ
- لِمَيّةَ، حَيّا بِالسّلامِ كَأنّمَا
- عَلَيْهِ دمٌ لا يَقْبَلُ المالَ ثَائِرُهْ
- كَأنّ خُزَامَى حَرّكَتْ رِيحَها الصَّبا،
- وَحَنوَةَ رَوْضٍ حِينَ أقلَعَ ماطِرُهْ
- لَنَا إذ أتَتْنَا الرّيحُ مِنْ نَحْوِ أرْضِها
- وَدارِيَّ مِسْكٍ غَارَ في البَحرِ تاجِرُهْ
- دَعَتني إلَيها الشمسُ تحتَ خِمارِهَا
- وَجَعْدٌ تَثَنّى في الكَثيبِ غَدائِرُهْ
- كَأنّ نَوَاراً تَرْتَعي رَمْلَ عَالِجٍ
- إلى رَبْرَبٍ تَحنُو إلَيْهِ جَآذِرُهْ
- مِنَ أينَ أُلاقي آلَ مَيٍّ، وَقَدْ أتَى
- نَبيُّ فُلَيْجٍ دُونَهَا وَأغَادِرُهْ
- يُرِيدونَ رَوْضَ الحَزْنِ أن يُنفِشوا بهِ
- إذا استَأسَدَتْ قُرْيَانُهُ وَظَوَاهِرُهْ
- إلَيْكَ ابنَ عَبدِ الله أسنَفْتُ نَاقَتي
- وَقد أقلق النِّسعَينِ للبَطْنِ ضَامِرُهْ
- وَكَائِنْ لَبِسْنَا مِنْ رِدَاءِ وَدِيقَةٍ
- إليْكَ وَلَيْلٌ كَالرُّوَيْزِيّ سَائِرُهْ
- أُبَادِرُ مَنْ يأتيكَ مِنْ كُلّ جانِبٍ
- مُشَاةً وَرُكْبَاناً، فإني مُبَادِرُهْ
- أُبَادِرُ كَفّيْكَ اللّتَيْنِ نَداهُمَا
- عَلى مَنْ بِنَجْدٍ، أوْ تهامةَ، ماطِرُهْ
- دَعي النّاس وأْتي بي المُهَاجِرَ إنّهُ
- أرَاهُ الّذِي تُعطي المَقَالِيدَ عامِرُهْ
- وَمَنْ يَكُ أمسى وَهُوَ وَعرٌ صُعودُهُ
- فإنّ ابنَ عَبْدِ الله سَهْلٌ مَصَادِرُهْ
- نمَى بِكَ مِنْ فَرْعَيْ رَبِيعَةَ للعُلى،
- بحَيْثُ يَرُدّ الطَّرْفَ للعَينِ نَاظِرُهْ
- مَرَاجِيحُ سَادَاتٌ عِظَامٌ جُدُودها
- وَفِيهِمْ لأيّامِ الطِّعَانِ مَساعِرُهْ
- وَمَنْ يَطّلِبْ مَسعاةَ قَوْمٍ يجدْ لهمْ
- شَمَارِيخَ مِنْ عِزٍّ، عِظَامٍ مآثرُهْ
- وَجَدْتُ القَنَا الهِنْدِيَّ فيكُمْ طعانُهُ
- وَضَرْبٌ يُدَهْدي للرّؤوس فوادرُهْ
- إذا مَا يَدُ الدرْعِ التَوَى ساعِدٌ لَهُ
- بِأسيافِهِمْ وَالمَوْتُ حُمْرٌ دَوَائِرُهْ
- رَأيْتُ النّسَاءَ السّاعِيَاتِ رِمَاحُنَا
- مَعاقِلُها، إذْ أسلَمَ الغَوْثَ ناصرُهْ
- إذَا المُضَرَانِ اكْرَمَانِ تَلاقيَا
- إلَيكَ فَقدْ أرْبَى على النّاس فاخرُهْ
- إذا خِندِفٌ جاءتْ وَقَيْسٌ إذ التَقتْ
- بِرُكْبَانِهَا، حَجٌّ مِلاءٌ مَشَاعِرُهْ
- بحَقّ امْرِىءٍ لا يَبْلُغُ النّاسُ قِبصَهُ
- بَنو البَزَرَى من قيس عيلان ناصرُهْ
- إليهِمْ تَناهتْ ذِرْوَةُ المَجدِ وَالحصَى
- وَقِبصُ الحصَى إذ حصّل القبص خَابرُهْ
- تَميمٌ وَما ضَمّتْ هَوَازنُ أصْبَحتْ
- وَعَظمُهُمَا المُنهاضُ قد شدّ جابرُهْ
- رَأيْتُ هِشاماً سَدّ أبْوَابَ فِتْنَةٍ
- بِرَاعٍ كَفَى من خَوْفهِ ما يُحاذِرُهْ
- بمُنتَجِبٍ منْ قَيسِ عَيلانَ صَعّدتْ
- يَدَيْهِ، إلى ذاتِ البُرُوجِ، أكَابِرُهْ
- فَمَا أحدٌ مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ فاخراً
- عَلَيْهِ وَلا مِنْهُمْ كَثِيرٌ يُكَاثِرُهْ
- وَنَامَتْ عُيُونٌ كَانَ سُهِّدَ لَيْلُهَا
- وَفَتّحَ بَاباً كُلُّ بَادٍ وَحَاضِرُهْ
- ألَمّا يَنَلْ لي أنْ تَعُودَ قَرَابَةٌ،
- وَحِلْمٌ عَلى قَيسٍ رِحابٌ مَصَادرُهْ
- رَفَعتُ سِناني من هَوَازِنَ إذْ دنَتْ
- وَأسْلَمَها مِنْ كُلّ رَامٍ مَحاشِرُهْ
- وَحُلّلَتِ الأوْتَارُ إذْ لَمْ يَكُنْ لهَا
- نِضالٌ لِرَامٍ دَمّغَتْهَا نَوَاقِرُهْ
- لَقدْ عَلِمتْ عَيلانُ أنّ الذي رَسَتْ
- لَئيمٌ وأنّ العَيْرَ قَدْ فُلّ حافِرُهْ
- وَكُلُّ أُنَاسٍ فِيهِمُ مِنْ مُلُوكِنَا
- لهُمْ رَبُّ صِدْقٍ والخَلِيفَةُ قاهِرُهْ
- وَإني لَوَثّابٌ إلى المَجْدِ دُونَهُ،
- مِن الوَعْثِ أوْ ضِيقِ المكانِ نَهابرُهْ
- وَمِنّا رَسُولُ الله أُرْسِلَ بِالهُدَى،
- وَبالحَقّ جَاءَتْ بِاليَقِينِ نَوَادِرُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه