الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> لقد كذب الحي اليمانون شقوة >>
قصائدالفرزدق
لقد كذب الحي اليمانون شقوة
الفرزدق
- لَقَدْ كَذَبَ الحَيُّ اليَمانونَ شِقوَةً
- بقَحطانِها، أحْرَارُها وَعَبيدُهَا
- يَرُمُون حَقّاً للخِلافَةِ وَاضِحاً،
- شَديداً أوَاسيها، طَوِيلاً عَمودُها
- فإنْ تَصْبِرُوا فينَا تُقِرّوا بِحُكْمِنا،
- وَإنْ عُدْتُمُ فيها فَسَوْفَ نُعيدُها
- لَقَدْ كانَ، في آلِ المُهَلَّبِ، عِبْرَةٌ،
- وَأشْيَاعِهِمْ لمْ يَبْقَ إلاّ شَرِيدُها
- يُقَحّمُهمْ في السّند سَيفُ ابن أحوَزٍ،
- وَفُرْسَانُهُ شُهْبٌ يُشَبّ وقُودُها
- أُسُودُ لِقَاءٍ مِنْ تَمِيمٍ سَمَتْ لهمْ،
- سَرِيعٌ إلى وَلْغِ الدّمَاءِ وَرُودُها
- لَعَمرِي! لقد عابوا الخلافةَ، إذ طغَوْا،
- وفي يَمَنٍ عَبّادُهَا إذْ يُبِيدُها
- فَمَا رَاعَهُمْ إلاّ كَتَائِبُ أصْبَحَتْ
- تَدُوسُهُمُ، حتى أُنِيمَ حَصِيدُها
- فصَارُوا كَمَنْ قد كان خالَفَ قبلهمْ،
- وَمِن قَبلِهِمْ عادٌ عَصَتْ وَثمودُها
- أبَتْ مُضَرُ الحَمْرَاءُ إلاّ تَكَرّماً
- عَلى النّاسِ، يَعلو كلَّ جَدٍّ جدودُها
- إذا غَضِبَتْ يَوْماً عَرَانِينُ خِنْدِفٍ
- وَإخوَتُهُمْ قَيسٌ، عَلَيها حَديدُها
- حَسِبْتَ بأنّ الأرْضَ يُرْعَدُ مَتْنُها
- وَصُمُّ الجبالِ الحُمرُ مِنها وَسودُها
- إذا مَا قَضَيْنَا في البِلادِ قَضِيّةً،
- جَرَى بَينَ عَرْضِ المَشرِقَينِ برِيدُها
- لَنَا البَحْرُ وَالبَرُّ اللّذانِ تَجَاوَرَا،
- وَمَنْ فِيهِما من ساكِنٍ لا يَؤودُها
- لَقَد عَلِمَ الأحياءُ في كُلّ مَوْطِنٍ
- بِأنّ تَميماً لَيْسَ يُغْمَزُ عُودُها
- إذا نُدِبَ الأحيَاءُ يَوْماً إلى الوَغَى،
- وَرَاحَتْ مِنَ المَاذِيّ جَوْناً جُلودُها
- عَلِمْتَ بِأنّ العِزّ فيهِمْ وَمِنْهُمُ،
- إذا ما التَقَى الأقرَانُ ثارَ أُسُودُها
- وَيَوْما تَميمٍ: يَوْمُ حَرْبٍ وَنَجدَةٍ،
- وَيَوْمُ مَقَامَاتٍ تُجَرُّ بُرُودُها
- كَأنّكَ لمْ تَعرِفْ غَطارِيفَ خِندِفٍ
- إذا خَطَبَتْ فَوْقَ المَنَابِرِ صِيدُها
- إذا اجتَمَعَ الحَيَّانِ قيسٌ وَخندفٌ
- فَثَمَّ معدُّ هَامُها وَعَديِدُها
- وَإنّ امرأ يَرْجُو تَميماً وعِزّهَا،
- كَبَاسِطِ كَفٍّ للنّجومِ يُريدُها
- وَمِنّا نَبيُّ الله يتلُو كتابهُ
- بِهِ دُوّخَتْ أوثانهَا وَيَهُودُها
- وماباتَ مِنْ قَوْمٍ يُصلّونَ قِبلةً
- ولا غيرُهمْ إلاّ قُريشٌ تَقُودُها
المزيد...
العصور الأدبيه