الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> لعمري لقد كان ابن ثور لنهشل >>
قصائدالفرزدق
لعمري لقد كان ابن ثور لنهشل
الفرزدق
- لَعَمْرِي لَقَدْ كان ابنُ ثَوْرٍ لنَهشلٍ
- غَرُوراً، كمَا غَرّ السّلِيمَ تَمائِمُهْ
- فَدَلاّهُمُ، حَتى إذا ما تَذَبْذَبُوا
- بمَهْوَاةِ نِيقٍ أسْلَمَتْهُمْ سَلالمُهْ
- فأصْبَحَ مَنْ تَحْمي رُمَيْلَةُ وابنُها
- مُباحاً حِمَاهُ، مُسْتَحَلاًّ محَارِمُهْ
- وَمِثلُكَ قد أبْطَرْتُهُ قَدْرَ ذَرْعِهِ،
- إذا نَظَرَ الأقْوَامُ كَيْفَ أُرَاجِمُهْ
- فَمَنْ يَزْدَجِرْ طَيْرَ اليَمِينِ، فإنّما
- جَرَتْ لابن مَسعُودٍ يَزِيدَ أشائِمُهْ
- تَسَمّعْ وَأنْصِتْ يا يَزِيدُ مَقالَتي،
- وهَلْ أنتَ إنْ أفهَمتُكَ الحقَّ فاهِمُهْ
- أُنَبّئْكَ ما قدْ يَعلَمُ النّاسُ كلُّهمْ،
- وَما جاهلٌ شَيئاً كمَنْ هُوَ عالمُهْ
- ألَمْ تَرَ أنّا نَحْنُ أفْضَلُ مِنْكُمُ
- قَدِيماً، كما خَيرُ الجَناحِ قَوَادِمُهْ
- وَمَا زَالَ بَاني العِزّ مِنّا، وَبَيْتُهُ،
- وَفي النّاسِ باني بَيتٍ عَزٍّ وَهادِمُهْ
- قَديماً ورِثْنَاهُ على عَهْدِ تُبّعٍ
- طِوالاً سَوَارِيه شِداداً دَعَائِمُهْ
- وَكَمْ من أسيرٍ قد فكَكنا وَمن دَمٍ
- حَمَلنا إذا ما ضَجّ بالثّقْلِ غَارِمُهْ
- بَني نَهْشَلٍ لَنْ تُدرِكُوا بسِبابِكُم
- نَوَافَذَ قَوْلي حَيثُ غَبّتْ عَوَارِمُهْ
- مَتى تَكُ ضَيْفَ النّهشَليّ إذا شَتَا،
- تجِدْ ناقصَ المِقَرى خَبيثاً مَطاعمُهْ
- ألَمْ تَعْلَمَا يا ابْنيْ رَقَاشٍ بِأنّني
- إذا اختارَ حَرْبي مثلُكُمْ لا أسالمُهْ
- غَنِمْنَا فُقَيْماً، إذْ فُقَيْمٌ غَنِيمَةٌ،
- ألا كُلّ من عادَى الفُقَيميَّ غانِمُهْ
- فجِئْنا بهِ من أرْضِ بكْرِ بنِ وَائِلٍ،
- نَسُوقُ لصيرَ الأَنْفِ حُرْداً قَوادِمُهْ
- أَنَا الشَّاعِرُ الحَامِي حَقِيقَةَ قَوْمِهِ
- وَمِثْلي كَفَى الشّرَّ الّذي هوَ جارِمُهْ
- وَكُنتُ إذا عادَيتُ قَوْماً حَمَلْتُهُمْ
- على الجَمْرِ حتى يَحسِمَ الداءَ حاسمُهْ
- وَجَيْش رَبَعْنَاهُ، كَأنّ زُهاءَهُ
- شَمارِيخُ طَوْدٍ مُشمخرّ مَخارِمُهْ
- كَثيرِ الحَصَى جمِّ الوَغى بالغِ العِدَى،
- يُصِمّ السّمِيعَ رزُّهُ وَهَمَاهمُهْ
- لُهامٍ تَظَلّ الطّيرُ تأخُذُ وَسْطَهُ،
- تُقادُ إلى أرْضِ العَدُوّ سَوَاهِمُهْ
- مَطَوْنَا بِهِ حَتى كَأنّ جِيادَهُ
- نوىً خَلّقَنْهُ بالضُّرُوسِ عَوَاجمُهْ
- قَبَائِلُهُ شَتى، وَيَجْمَعُ بَيْنَها
- مِنَ الأمْرِ ما تُلْقَى إلَينا خَزَائِمُهْ
- إذا ما غَدا مِنْ مَنْزِلٍ سَهّلَتْ لَهُ
- سَنابِكُهُ صُمَّ الصُّوَى وَمَناسِمُهْ
- إذا وَرَدَ المَاءَ الرّوَاءَ تَظامَأتْ
- أوَائِلُهُ حتى يُمَاحَ عَيَالِمُهْ
- دَهَمنا بهمْ بكراً فأصْبَحَ سَبْيُهُمْ
- تُقَسَّمُ بِالأنْهَابِ فِينَا مَغانِمُهْ
- غَزَوْنَا بِهِ أرْضَ العَدُوّ، وَمَوّلَتْ
- صَعاليكَنَا أنْفالُهُ وَمَقاسِمُهْ
- وَعِندَ رَسُولِ الله، إذْ شَدّ قَبضَهُ،
- وَمُلِّىءَ مِنْ أسْرَى تَمِيمٍ أداهِمُهْ
- فَرَجْنا عَنِ الأسرَى الأداهِمْ بَعدَما
- تخَمّطَ، وَاشتَدّتْ عَلَيهمْ شكايمُهْ
- فَتِلْكَ مَسَاعِينا قَدِيماً وَسَعْيُنَا
- كَرِيمٌ، وَخَيرُ السّعي قِدْماً أكارِمُهْ
- مَساعيَ لمْ يُدْرِكْ فُقَيمٌ خِيَارَها،
- وَلا نَهْشَلٌ أحْجَارُهُ وَنَوايِمُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه