الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> لعمري لقد أردى نوار وساقها >>
قصائدالفرزدق
لعمري لقد أردى نوار وساقها
الفرزدق
- لَعَمْرِي لَقَدَ أرْدَى نَوَارَ وَسَاقَها
- إلى الغَوْرِ، أحْلامٌ قَليلٌ عُقولُها
- مُعارِضَةَ الرّكْبانِ في شَهْرِ نَاجِرٍ،
- عَلى قَتَبٍ يَعْلُو الفَلاةَ دَلِيلُها
- وَما خِفتُها إنْ أنكَحَتْني وأشهَدَتْ
- على نَفْسِها لي أنْ تَبَجّسَ غُولُها
- أبَعْدَ نَوَارٍ آمَنَنّ ظَعِينَةً
- على الغَدْرِ ما نَادَى الحَمامَ هَديلُها
- ألا لَيتَ شِعري عن نَوَارٍ إذا خَلتْ
- بجاجَتِها هَلْ تُبْصِرَنّ سَبيلها
- أطاعَتْ بَني أمّ النّسَيرِ، فأصْبَحَتْ
- على شارِفٍ وَرْقاءَ صَعْبٍ ذَلُولُها
- إذا ارْتجَلَتْ شَقْتَ عَلَيها، وإنْ تَنُخْ
- يَكُنّ مِنْ غَرَامِ الله عَنها نُزُولُها
- وَقد سَخِطَتْ مني نَوَارُ الذي ارْتضَتْ
- بهِ قَبْلَها الأزْوَاجُ، خابَ رَحيلُها
- وَمَنْسُوبَةُ الأجْدادِ غَيرُ لَئِيمَةٍ،
- شَفَتْ لي فُؤادي وَاشتَفى بي غَليلُها
- فَلا زَال يَسْقي ما مُفَدّاةُ نَحْوَهُ،
- أهاضِيبُ، مُسْتَنُّ الصَّبَا وَمَسِيلُها
- فَما فَارقَتْنا رَغْبَةً عَنْ جِمَاعِنَا،
- وَلكَنّما غالَتْ مُفَدّاةَ غُولُها
- تُذَكّرُني أرْواحَها نَفْحَةُ الصَّبَا،
- وَرِيحُ الخُزَامَى طَلُّها وَبَلِيلُها
- فإنّ امْرَاً يَسْعَى يُخَبّبُ زَوْجَتي،
- كَساعٍ إلى أُسْدِ الثّرَى يَسْتَبيلُها
- وَمِنْ دُونِ أبْوَالِ الأسُودِ بَسالَةٌ،
- وَصَوْلَةُ أيْدٍ يَمْنَعُ الضّيمَ طُولُها
- فإني، كَما قالَتْ نَوَارُ، إنِ اجتَلَتْ
- على رَجُلٍ، ما سَدّ كَفّي، خَليلُها
- وَأنْ لمْ تكُنْ لي في الّذي قُلتُ مِرّةٌ
- فَدُلّيتُ في غَبْرَاءَ يَنْهَالُ جُولُها
- فَما أنَا بِالنّائي فَتُنْفَى قَرَابَتي،
- ولا بَاطِلٌ حَقّي الذي أُقِيلُها
- ولَكِنّني المَوْلى الذي لَيْسَ دُونَهُ
- وَليّ، وَمَوْلى عُقْدَةٍ مَنْ يُجيلُها
- فَدُونَكَها يا ابن الزّبَيْرِ، فإنّهَا
- مَوَلَّعَةٌ يُوهي الحِجارَةَ قِيلُها
- إذا قَعَدَتْ عِنْدَ الإمامِ، كَأنّمَا
- تَرَى رُفْقَةً مِنْ سَاعَةٍ تَسْتَحيلُها
- وَما خاصَمَ الأقْوَامَ من ذي خُصُومَةٍ
- كَوَرْهاء، مَشْنُوءٌ إلَيْهَا حَلِيلُها
- فَإنّ أبَا بَكْرٍ إمَامكِ عالِمٌ
- بِتَأوِيلِ مَا وَصّى العِبَادِ رَسُولُها
- وَظَلْمَاءَ مِنْ جَرّا نَوَارٍ سَرَيْتُها،
- وَهَاجِرَةٍ دَوّيّةٍ مَا أُقِيلُها
- جَعَلْنَا عَلَينَا دُونَها مِنْ ثِيَابِنا
- تَظَالِيلَ حَتى زَالَ عَنْهَا أصِيلُها
- تَرَى مِنْ تَلَظّيها الظّبَاءَ كأنّها
- مُوَقَّفَةٌ تَغْشَى القُرُونَ وَعُولُها
- نَصَبْتُ لها وَجْهي وَحَرْفاً كَأنّهَا
- أتَانُ فَلاةٍ خَفّ عَنْهَا ثَمِيلُها
- إذا عَسَفَتْ أنْفَاسُها في تَنُوفَةٍ،
- تَقَطّعَ دُونَ المُحصَناتِ سَحيلُها
- تُرَى مثل أنْضَاءِ السّيوفِ من السُّرَى،
- جَرَاشِعَةَ الأجوَازِ يَنجو رَعِيلُها
المزيد...
العصور الأدبيه