الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> كيف نخاف الفقر يا طيب بعدما >>
قصائدالفرزدق
كيف نخاف الفقر يا طيب بعدما
الفرزدق
- كَيْفَ نَخافُ الفَقْرَ يا طَيْبَ بَعدما
- أتَتْنَا بِنَصْرٍ مِنْ هَرَاةَ مَقَادِرُهْ
- وَإنْ يَأتِنا نَصْرٌ مِنَ التُّرْكِ سالِماً
- فَمَا بَعْدَ نَصْرٍ غائِبٌ أنا نَاظِرُهْ
- تَنَظّرْتُ نَصْراً وَالسِّماكَينِ أيْهُما
- عليّ مِنَ الغَيثِ اتَهَلّتْ مَواطرُهْ
- مَضَى كمُضِيّ السّيفِ من كَفّ حازِمٍ
- على الأمرِ إذْ ضَاقَتْ علينا مصَادرُهْ
- إذا مَا أبَى نَصْرٌ أبَتْ خِنْدِفٌ لَهُ
- وَقد عَزّ مَن نَصرٌ، إذا خافَ، ناصِرُهْ
- إذا ما ابنُ سَيّارِ دَعَا خِنْدِفَ الّتي
- لهَا مِنْ أعَزّ المَشْرِقَيْنِ قَساورهْ
- أتَتْهُ على الجُرْدِ الهَذَالِيلِ، فَوْقَها
- دُرُوعُ سُلَيْمَانٍ لهَا، وَمَغافِرهْ
- أرَى النّاسَ مِنّا رَبُّهُمْ حينَ تَلتَقي
- إلى زَمْزَمٍ رُكْبَانُ نَجْدٍ وَغائِرُهْ
- لَنا كلُّ بِطْرِيقٍ إذا قامَ لمْ يَقُمْ
- مِنَ النّاسِ، إلاّ قَائِمٌ هُوَ آمِرُهْ
- هُوَ المَالِكُ المَهْدِيُّ وَالسّابِقُ الذي
- لَهُ أوّلُ المَجْدِ التّلِيدِ وَآخِرُهْ
- تَنظّرْتُ نَصراً أنْ يجيء، وَإنْ يجيءْ
- فإني كَمَنْ قَد مَرّ بالسَّعْدِ طائرُهْ
- رَجَوْتُ نَدى نَصرِ، وَدُونَ يمينهِ
- فُراتانِ ، والطافي بِبلحٍ قراقرهْ
- فأصبحت أعطى النّاس للخيرِ والقرى
- عَليهِ لأضيافٍ ، وجَارٍ يجاورهْ
- ألَمْ تَرَ مَنْ يَختارُ نصراً جَرَتْ لهُ
- بَسَعْدِ السُّعودِ الخيرِ بالخير طائرُهْ
- لَهُ رَاحَتَا كَفّينِ في رَاحَتَتهِمَا
- مِنَ البَحرِ فَيضٌ لا يُنَهَنهُ زَاخرُهْ
- لَهُ راحَتَا كَفَّيْنِ في راحَتَيْهِمَا
- مِنَ البَصْرِ فَيْضٌ لاَ يُنَهْنَهُ زاخِرُهْ
- ألمْ ترَ نَصراً يَضمَنُ الطّعنَ وَالقِرَى
- إذا الرّيحُ هبّت أوْ زَوى السَّرْحَ ذاعرُهْ
- وَلَوْ أنّ مَجْداً في السّمَاءِ وَعِنْدَها
- تَنَاوَلهُ نَصْرٌ إلَيْهِ يُسَاوِرُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه