الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> كم للملاءة من أطلال منزلة >>
قصائدالفرزدق
كم للملاءة من أطلال منزلة
الفرزدق
- كَمْ للمُلاءَةِ مِنْ أطْلالِ مَنْزِلَةٍ
- بِالعَنْبَرِيّةِ مِثْلَ المُهْرَقِ البَالي
- وَقَفْتُ فيها فَعَيّتْ ما تُكَلّمُني،
- وما سؤالُكَ رَسْماً بَعْدَ أحْوالِ
- عَزَالَةُ الشّمْسِ لا يَصْحو الفؤادُ بها
- حَتى تَرَوّحْتُ لأياً بَعْدَ إيصَالِ
- كَأنّمَا طَرَفَتْ عَيْنيّ كَاحِلَةٌ
- في الدّارِ مِنْ سَرِبٍ بالمَاءِ مِسْيَالِ
- أوْ كابنِ عَجلانَ إذ كانَتْ لَه تَلَفاً،
- هِنْدُ الهُنُودِ بِمقْدارٍ وَآجَالِ
- تَرْمي القُلُوبَ ولا يَصْطادُها أحَدٌ،
- بِسَهْمِ قَانِصَةٍ للقَوْمِ قَتّالِ
- غَرْثَى الوُشاحِ ولَكِنّ النّطاقَ بِهَا
- يُلاثُ حَوْلَ رِمالٍ ذاتِ أكْفَالِ
- ما أمُّ خِشْفٍ برَوْضَاتِ الذِّهابِ، لَها
- مَرْعى فَرُودٍ من الأُلاّفِ مِطفالِ
- أدْماءُ يَنْفُضُ رَوْقاها، إذا ادّمجَتْ،
- عَنها الأرَاكَ وأغْصَاناً من الضّالِ
- وَلا مُكَلَّلَةٌ رَاحَ السِّمَاكُ لَهَا
- في نَاحِرَاتِ سَرَارٍ قَبْلَ إهْلالِ
- تَجْلُو بِقَادِمَتَيْ لَمْيَاءَ عَنْ بَرَدٍ
- حُوِّ اللِّثاثِ، وَجِيدٍ غَيرِ مِعْطَالِ
- لا تُوقِدُ النّارَ إلاّ أنْ تُثَقِّبَهَا
- بالعَودِ في مِفضلِ الخَزّيّةِ الغَالي
- وَالطّيبُ يَزْدادُ طِيباً أنْ يكُونَ بِها،
- وَإنْ تَدَعْهُ غَيْرَ مِتْفَالِ
المزيد...
العصور الأدبيه