الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> عجبت لحادينا المقحم سيره >>
قصائدالفرزدق
عجبت لحادينا المقحم سيره
الفرزدق
- عَجِبْتُ لحادِينا المُقَحِّمِ سَيْرُهُ
- بِنا مُزْحِفاتٍ مِنْ كَلالٍ وَظُلَّعا
- لِيُدْنِينَنا مِمّنْ إلَيْنَا لِقاؤهُ
- حَبِيبٌ وَمِنْ دارٍ أرَدْنا لِتَجْمَعا
- وَلَوْ نَعْلَمُ العِلْمَ الّذِي من أمامِنا
- لَكَرّ بِنا الحادي الرّكابَ فأسْرَعا
- لَقُلْتُ ارْجعَنْها إنّ لي من وَرَائِها
- خَذُولَيْ صِوَارٍ بَينَ قُفٍّ وَأجْرَعا
- مِنَ العُوجِ أعْناقاً، عِقالٌ أبوهُما،
- تَكونانِ للعَيْنَينِ وَالقَلبِ مَقْنَعا
- نَوارُ لها يَوْمَانِ: يَوْمٌ غَرِيرَةٌ،
- وَيَوْمٌ كغَرْثَى جِرْوُها قَدْ تَيَفَّعا
- يقولون: زُرْ حَدْرَاءَ، والتُّرْبُ دونَها،
- وَكَيْفَ بِشَيْءٍ وَصْلُهُ قَدْ تَقطّعا
- وَلَستُ، وَإنْ عَزّت عَلَيّ، بِزَائِرٍ
- تُرَاباً على مَرْسُومَةٍ قد تَضَعضَعا
- وَأهْوَنُ مَفْقُودٍ، إذا المَوْتُ نَالَهُ،
- على المَرْءِ مِنْ أصْحابهِ مَنْ تَقَنّعا
- يَقولُ ابنُ خِنزِيرٍ بكَيتَ، وَلمْ تكنْ
- على امرَأةٍ عَيْني، إخالُ، لِتَدْمَعا
- وَأهْوَنُ رُزْءٍ لامْرِىءٍ غَيرِ عاجِزٍ،
- رَزيّةُ مُرْتَجّ الرّوَادِفِ أفْرَعا
- وَما ماتَ عِنْدَ ابنِ المَراغَةِ مِثْلُها،
- وَلا تَبِعَتْهُ ظاعِناً حَيْثُ دَعْدَعا
المزيد...
العصور الأدبيه