الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> حلفت برب مكة والمصلى >>
قصائدالفرزدق
حلفت برب مكة والمصلى
الفرزدق
- حَلَفْتُ بِرَبّ مَكّةَ وَالمُصَلّى،
- وَأعْنَاقِ الهَدِيّ مُقَلَّداتِ
- لَقَدْ قَلّدتُ جِلفَ بَني كُلَيْبٍ
- قَلائِدَ في السّوَالِفِ بَاقِيَاتِ
- قَلائِدَ لَيْسَ من ذَهَبٍ وَلكِنْ
- مَوَاسِمَ مِنْ جَهَنّمَ مُنْضِجاتِ
- فَكَيْفَ تَرَى عَطِيّةَ حينَ يَلقى
- عِظاماً هامُهُنّ قُرَاسِيَاتِ
- قُرُوماً مِنْ بَني سُفْيَانَ صِيداً
- طُوَالاتِ الشّقاشِقِ مُصْعِبَاتِ
- تَرَى أعناقَهُنّ، وَهُنّ صِيدٌ،
- على أعْنَاقِ قَوْمِكَ سَامِيَاتِ
- فَرُمْ بيَدَيْكَ هَلْ تَسطيعُ نَقْلاً
- جِبالاً مِنْ تِهَامَةَ رَاسِيَاتِ
- وَأبْصِرْ كَيْفَ تَنْبُو بِالأعَادي
- مَناكِبُها إذا قُرِعَتْ صَفَاتي
- وَإنّكَ وَاجِدٌ دُوني صَعُوداً
- جَرَاثِيمَ الأقَارِعِ وَالحُتَاتِ
- وَلَسْتَ بِنَائِلٍ بِبَني كُلَيْبٍ
- أرُومَتَنَا إلى يَوْمِ المَمَاتِ
- وَجَدْتُ لِدَارِمٍ قَوْمي بُيُوتاً
- على بُنيَانِ قَوْمِكَ قَاهِرَاتِ
- دُعِمْنَ بحاجِبٍ وَابْنَيْ عِقَالٍ،
- وَبِالقَعْقَاعِ تَيّارِ الفُراتِ
- وَصَعْصَعةَ المُجِيرِ على المَنَايَا،
- بِذِمّتِهِ وَفَكّاكِ العُنَاةِ
- وَصَاحِبِ صَوْأرٍ وَأبي شُرَيْحٍ،
- وَسَلْمَى مِنْ دَعائِمِ ثَابِتَاتِ
- بَنَاهَا الأقْرَعُ البَاني المَعَالي،
- وَهَوْذَةُ في شَوَامِخَ باذِخَاتِ
- لَقِيطٌ مِنْ دعَائِمِهَا، وَمِنْهُم
- زُرَارَةُ ذُو النّدى والمَكْرُمَاتِ
- وَبالعَمْرَيْنِ وَالضَّمْرَيْنِ نَبْني
- دعائِمَ، مَجدَهُنّ مُشَيِّداتِ
- دَعائِمُها أُولاك، وَهُمْ بَنَوْها،
- فَمَنْ مِثْلُ الدّعائِمِ وَالبُنَاةُ
- أُولاكَ لِدارِمٍ وَبَنَاتِ عَوْفٍ
- لِخَيْرَاتٍ وَأكْرَمِ أُمّهِاتِ
- فَمَا لَكَ لا تَعُدُّ بَني كُلَيْبٍ،
- وَتَنْدُبُ غَيْرَهُمْ بِالمَأثُرَاتِ
- وَفَخْرُكَ يا جَرِيرُ وَأنْتَ عَبْدٌ
- لِغَيرِ أبيكَ إحْدَى المُنْكَرَاتِ
- تَعَنّى يا جَرِيرُ لِغَيرِ شَيْءٍ،
- وَقَدْ ذَهَبَ القَصَائِدُ للرّوَاةِ
- فَكَيْفَ تَرُدّ ما بِعُمانَ مِنْها،
- وَمَا بجِبَالِ مِصْرَ مُشَهَّرَاتِ
- غَلَبْتُكَ بِالمُفَقِّىءِ وَالمُعَنِّي،
- وَبَيْتِ المُحْتَبي وَالخَافِقَاتِ
المزيد...
العصور الأدبيه