الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> تزود منها نظرة لم تدع له >>
قصائدالفرزدق
تزود منها نظرة لم تدع له
الفرزدق
- تَزَوّدَ مِنْهَا نَظْرَةً لمْ تَدَعْ لَهُ
- فُؤاداً وَلمْ تَشْعُرْ بِمَا قَدْ تَزَوّدَا
- فَلَمْ أرَ مَقْتُولاً وَلمْ أرَ قَاتِلاً
- بِغَيرِ سِلاحٍ مِثْلَهَا حِينَ أقْصَدَا
- فَإلاّ تُفَادي أوْ تَدِيهِ، فَلا أرَى
- لهَا طَالِباً إلاّ الحُسَامَ المُهَنّدَا
- كَأنّ السّيُوفَ المَشْرَفِيّةَ في البُرَى
- إذا اللّيْلُ عَنْ أعْناقِهِنّ تَقَدَّدَا
- حَرَاجيجُ بَينَ العَوْهَجيّ وَدَاعِرٍ
- تَجُرُّ حَوَافِيهَا السّرِيحَ المُقَدَّدَا
- طَوَالِبَ حَاجاتٍ بِرُكْبَانِ شُقّةٍ،
- يَخُضْنَ خُدارِيّاً من اللّيلِ أسوَدَا
- وَمَا تَرَكَ الأيّامُ والسَّنَةُ الّتي
- تَعَرّقَ نَابَاهَا السّنَامَ المُصَعَّدَا
- لَنَا وَالمَوَاشي باليَتَامَى يَقُدْنَهُمْ
- إلى ظِلّ قِدرٍ حَشَّها حِينَ أوْقَدَا
- أخُو شَتَواتٍ يَرْفَعُ النّارَ للقِرَى،
- إذا كَعَمَ الكَلْبَ اللّئيمُ وَأخْمَدَا
- وَرِثتَ ابنَ حرْبٍ وَابنَ مَرْوَانَ وَالذي
- بِهِ نَصَرَ الله النّبيَّ مُحَمّدَا
- تَرَى الوَحْشَ يَسَتحيينَهُ إذْ عَرَفنَه،
- لَهُ فَوْقَ أرْكانِ الجَرَاثيمِ سُجّدَا
- أبَى طِيبُ كَفّيْكَ الكَثِيرِ نَداهُمَا،
- وَإعطاؤكَ المَعرُوفَ أنْ تَتَشَدّدَا
- لحَقْنِ دَمٍ أوْ ثَرْوَةٍ مِنْ عَطِيّةٍ
- تكونُ حيَا مَن حَلّ غَوْراً وَأنجَدَا
- وَلَوْ صَاحَبَتْهُ الأنْبِيَاءُ ذَوُو النّهى
- رَأوْهُ مَعَ المُلْكِ العَظِيمِ المُسَوَّدَا
- وَمَا سَالَ في وَادٍ كَأوْدِيَةٍ لَهُ،
- دَفَعْنَ مَعاً في بَحْرِهِ حِينَ أزْبَدَا
- وَبَحْرُ أبي سُفْيَانَ وَابْنَيْهِ يَلْتَقي
- لَهُنّ إذا يَعْلُو الحَصِينَ المُشَيَّدَا
- رَأيْتَ مِنَ الأنْعَامِ في حَافَتَيْهِما
- بَهائِمَ قَدْ كُنّ الغُثَاءَ المُنَضَّدَا
- فَلا أُمَّ إلا أم عيسى عَلِمْتُهَا
- كَأُمّكَ خَيراً أُمّهَاتٍ وَأمْجَدَا
- وَإنْ عُدّتِ الآباءُ كنتَ ابنَ خَيرِهم،
- وَأمْلاكِها الأوْرَينَ في المَجْدِ أزْنُدَا
المزيد...
العصور الأدبيه