الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> تذكر هذا القلب من شوقه ذكرا >>
قصائدالفرزدق
تذكر هذا القلب من شوقه ذكرا
الفرزدق
- تَذَكّرَ هذَا القلبُ منْ شَوْقِهِ ذِكَرَا،
- تَذَكّرَ شَوْقاً لَيْسَ نَاسِيَهُ عَصْرَا
- تَذَكّرَ ظَمْيَاءَ الّتي لَيْسَ نَاسِياً،
- وَإنْ كانَ أدْنَى عَهدِهَا حِججاً عشرَا
- وَمَا مُغْزِلٌ بِالغَوْرِ غَوْرِ تِهَامَةٍ
- تَرَعّى أرَاكاً مِنْ مَخارِمِها نَضْرَا
- مِنَ العُوجِ حَوّاءَ المَدامعِ تَرْعَوِي
- إلى رَشَأٍ طِفْلٍ تَخالُ بهِ فَتْرَا
- أصَابَتْ بِأعلى الوَلْوَلانِ حِبَالَةً،
- فما استَمسكَتْ حتى حسبنَ بها نَفرَا
- بِأحْسَنَ مِنْ ظَمْيَاءَ يَوْمَ لَقيتُها،
- وَلا مُزْنَةٌ رَاحَتْ غَمامَتها قَصْرَا
- وَكَمْ دُونَها مِنْ عاطِفٍ في صرِيمةٍ
- وَأعداءِ قَوْمٍ يَنذُرُونَ دَمي نَذْرَا
- إذا أوْعَدُوني عِنْدَ ظَمْيَاءَ سَاءَهَا
- وَعيدي وَقالَتْ: لا تقولوا لَه هُجْرَا
- دَعاني زِيَادٌ للعَطَاءِ وَلَمْ أكُنْ
- لأقرَبَهُ ما سَاقَ ذُو حَسَبٍ وَفْرَا
- وَعِنْدَ زِيَادٍ لَوْ يُرِيدُ عَطَاءَهُمْ
- رِجَالٌ كَثيرٌ قَدْ يَرَى بهمُ فَقْرَا
- قُعُودٌ لَدى الأبْوَابِ طُلاّبُ حاجَةٍ
- عَوَانٍ مِنَ الحَاجات أوْ حاجةٍ بِكَرا
- فَلَمّا خَشِيتُ أنْ يَكُونَ عَطاؤهُ
- أداهِمَ سُوداً أوْ مُحَدْرَجَةً سُمَرا
- فَزِعْتُ إلى حَرْفٍ أضَرّ بِنَيّهَا
- سُرَى الليلِ وَاستعرَاضُها البلَدَ القَفرَا
- تنفس من بهوٍ من الجوف واسع
- إذا مدَّ حيزوماشراسيفها الضفرا
- تَرَاهَا إذَا صَامَ النّهَارُ كَأنّمَا
- تُسامي فَنيقاً أوْ تُخالِسُهُ خَطْرَا
- تَخوضُ إذا صَاحَ الصّدى بعد هَجعَةٍ
- مِنَ اللّيْلِ مُلتَجّاً غياطِلُهُ خَضرَا
- وَإنْ أعرَضَتْ زَوْرَاءَ أوْ شَمّرَتْ بهَا
- فَلاةٌ تَرَى مِنها مَخارِمَها غُبْرَا
- تَعادَينَ عَنْ صُهْبِ الحَصَى وكأنّما
- طَحَنّ بهِ من كلّ رَضرَاضَةٍ جَمرَا
- عَلى ظَهرِ عَادِيٍّ كَأنّ مُتُونَهُ
- ظُهُورُ لأىً تُضْحي قَياقيُّهُ حْمْرَا
- وكم من عَدُوٍّ كاشْحٍ قَد تجاوَزَتْ
- مَخافَتُه حَتى يكونَ لهَا جَسْرَا
- يَؤمّ بهَا المَوْمَاةَ مَنْ لَنْ تَرَى لَهُ
- إلى ابنِ أبي سُفيَان جاهاً وَلا عُذْرا
- وَحِضْنَينِ مِنْ ظَلْمَاءِ لَيْلٍ سرَيتُهُ
- بأغيَدَ قد كانَ النّعاسُ لَهُ سُكْرَا
- رَمَاهُ الكَرَى في الرّأسِ حتى كأنّهُ
- أمِيمُ جَلامِيدٍ تَرَكْنَ بِهِ وَقْرَا
- جَرَرْنَا وَفَدّيْنَاهُ حَتى كَأنّمَا
- يَرَى بهَوَادي الصّبحِ قَنْبَلَةً شُقرَا
- مِنَ السّيْرِ وَالإسْآدِ حَتى كَأنّما
- سَقَاهُ الكَرَى في كلّ مَنزِلَةٍ خَمرَا
- فَلا تُعْجِلاني صَاحِبَيّ، فَرُبّمَا
- سَبَقْتُ بِوِرْدِ المَاءِ غادِيَةً كُدْرَا
المزيد...
العصور الأدبيه