الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> ألم يأت بالشأم الخليفة أننا >>
قصائدالفرزدق
ألم يأت بالشأم الخليفة أننا
الفرزدق
- ألَمْ يَأتِ بالشّأمِ الخَليفَةَ أنّنَا
- ضَربْنا لَهُ مَنْ كانَ عَنْهُ يُخالِفُ
- صَناديدَ أهْدَيْنا إلَيْه رُؤوسَهُمْ،
- وَقد باشَرتْ منها السيوفُ الخذارِفُ
- وَعِنْدَ أبي بِشْرِ بن أحْوَزَ مِنْهُمُ
- عَلى جِيَفِ القَتْلى نُسُورٌ عَوَاكِفُ
- فإنْ تَنْسَ ما تُبْلي قُرَيْشٌ، فإنّنَا
- نُجالِدُ عَنْ أحْسابِها، وَنُقاذِفُ
- شَدَائِدَ أيّامٍ بِنَا يَتّقُونَها،
- كأنّ شُعاعَ الشّمسِ فيهنّ كاسِفُ
- وَما انكَشَفَتْ خَيلٌ ببابلَ تَتّقي
- رَدَى المَوْتِ إلاّ مِسْوَرُ الخَيلِ وَاقِفُ
- شَوَازِبُ قَدْ كانَتْ دِمَاءُ نحُورِها
- نِعالاً لأيْديها، وَهُنّ كَوَاتِفُ
- بِمُعْتَرَكٍ لا تَنْجَلي غَمَرَاتُهُ
- عَنِ القَوْمَ إلاّ وَالرّمَاحُ رَوَاعِفُ
- نَوَاقِلُ من جُرْدٍ عَوَابِسُ في الوَغَى،
- وَكُلُّ صَرِيعٍ خَرّقَتْهُ الجَوَائِفُ
- عَذيرُكَ ذو شَغْبٍ إذا أنْتَ لمْ تُطَعْ،
- وَسَهْلٌ إذا طُوّعْتَ للحَقّ عارِفُ
- تَجُودُ بنَفْسٍ لا يُجَادُ بِمِثْلِهَا
- حِفاظاً وَإنْ خِيفَتْ عَلَيكَ المَتالِفُ
- فأنْتَ الفَتى المَعُروفُ وَالفارِسُ الذي
- بهِ، بَعْدَ عَبّادٍ، تُجَلّى المَخاوِفُ
- وَتَقْلِصُ بالسّيفِ الطّويلِ نِجادُهُ،
- وَفي الرَّوْعِ لا شَخْتٌ وَلا مُتآزِفُ
- أغَرُّ عَظيمُ المَنْكِبَينِ سَمَا بِهِ
- إلى كَرَمِ المَجْدِ الكِرَامُ الغَطارِفُ
- فَوَارِسُ مِنهُمْ مِسْوَرٌ لا رِماحُهُمْ
- قِصَارٌ وَلا سُودُ الوُجُوهِ مَقَارِفُ
- إذا شَهِدُوا يَوْمَ اللّقَاءِ تَضَمّنُوا
- مِنَ الطّعْنِ أيّاماً لَهُنّ مَتَالِفُ
المزيد...
العصور الأدبيه