الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> ألا من لمعتاد من الحزن عائدي >>
قصائدالفرزدق
ألا من لمعتاد من الحزن عائدي
الفرزدق
- ألا مَنْ لمُعتادٍ منَ الحُزْنِ عَائِدي،
- وَهَمٍّ أتَى دونَ الشّرَاسيفِ عامدي
- وكم من أخٍ لي ساهرِ اللّيلِ لمْ يَنَمْ،
- وَمُسْتَثْقِلٍ عَنّي مِنَ النّوْمِ رَاقِدِ
- وَما الشّمسُ ضَوءْ المَشرِقَينِ إذا بدتْ،
- ولَكِنّ ضَوْءَ المَشْرِقَينِ بِخَالِدِ
- ستَسْمَعُ مَا تُثْني عَلَيكَ إذا التَقتْ
- عَلى حَضْرَمَوْتٍ جامَحَاتُ القَصَائِدِ
- ألمْ تَرَ كَفَّيْ خَالِدٍ قَدْ أدَرّتَا
- عَلى النّاسِ رِزْقاً من كَثيرِ الرّوَافِدِ
- وَكانَ لَهُ النّهْرُ المُبَارَكُ فارْتَمَى
- بمثْل الزّوَابي مُزْبداتٍ حَوَاشِدِ
- فَما مِثْلُ كَفَّيْ خالِدٍ حينَ يَشترِي
- بِكُلّ طَرِيفٍ كُلَّ حَمْدٍ وَتَالِدِ
- فَزِدْ خالِداً مثْلَ الذي في يَمينِهِ
- تَجِدْهُ عنِ الإسلامِ من خَيرِ ذائدِ
- كَأني، ولا ظُلْماً أخافُ، لخَالِدٍ
- مِنَ الشامِ دارٍ، أوْ سِمامَ الأساوِدِ
- وَإني لأرْجو خَالِداً أنْ يَفُكّني،
- وَيُطْلِقَ عَنّي مُثْقَلاتِ الحَدائدِ
- هُوَ القَائِدُ المَيْمُونُ والكاهلُ الذي
- يَثُوبُ إلَيْهِ النّاسُ منْ كُلّ وَافِدِ
- بِهِ تُكشَفُ الظَّلماءُ من نُورِ وَجهِهِ
- بِضَوْءِ شِهَابٍ ضَوْؤهُ غَيرُ خَامِدِ
- ألا تَذكُرُونَ الرحْمَ أوْ تُقرِضُونَني
- لكُمْ خُلُقاً منْ وَاسعِ الحِلمِ ماجِدِ
- فإنْ يَكُ قَيْدي رَدّ هَمّي فَرُبّما
- تَرَامَى بهِ رَامي الهُمُومِ الأبَاعِدِ
- من الحامِلاتِ الحَمدَ لمّا تَكَشّفَتْ
- ذَلاذِلُها وَاستَأوَرَتْ لِلْمُنَاشِدِ
- فَهَلْ لابنِ عَبْدِ الله في شَاكِرٍ لكم
- لمَعرُوفِ أنْ أطْلَقْتُمُ القَيدَ حامِدِ
- وَمَا مِنْ بَلاءٍ غَيرَ كُلّ عَشِيّةٍ،
- وَكُلِّ غَداةٍ زَائِراً غَيرَ عَائِدِ
- يَقولُ ليَ الحَدّادُ: هلْ أنتَ قَائِمٌ،
- وَهَلْ أنَا إلاّ مِثْلُ آخَرَ قَاعِدِ
- كَأني حَرُورِيٌّ لَهُ فَوْقَ كَعْبِهِ
- ثَلاثُونَ قَيْداً من قَرُوصٍ مُلاكِدِ
- وَإمّا بدَينٍ ظاهرٍ فَوْقَ سَاقِهِ،
- فَقَدْ عَلِمُوا أنْ لَيْسَ دَيني بناقدِ
- وَرَاوٍ عَليّ الشِّعْرَ مَا أنَا قُلْتُهُ
- كمُعْترِضٍ للرّمْحِ دُونَ الطّرَائِدِ
المزيد...
العصور الأدبيه