الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> ألا زعمت عرسي سويدة أنها >>
قصائدالفرزدق
ألا زعمت عرسي سويدة أنها
الفرزدق
- ألا زَعَمَتْ عِرْسي سُوَيْدَةُ أنّهَا
- سَرِيعٌ عَلَيْها حِفْظَتي للمُعاتِبِ
- وَمُكْثِرَةٍ، يا سَوْدَ، وَدّتْ لَوَ انّها
- مكانَكِ، وَالأقوَامُ عِنْدَ الضّرَايبِ
- ولَوْ سألَتْ عَنّي سُوَيْدَةُ أُنْبِئَتْ
- إذا كانَ زَادُ القَوْمِ عَقْرَ الرّكايِبِ
- بضَرْبي بسَيْفي ساقَ كلّ سَمِينَةٍ،
- وَتَعْلِيقِ رَحْلي ماشِياً غَيرَ رَاكِبِ
- وَلَوْلا أُبَيْنُوها الّذينَ أحبُّهُمْ،
- لقَدْ أنكَرَتْ منّي عُنُودَ الجَنائِبِ
- وَلَكِنّهُمْ رَيْحانُ قَلبي، ورَحمَةٌ
- مِنَ الله أعطاها مَلِيكُ العَوَاقِبِ
- يَقُودُونَ بي إنْ أعْمَرَتْني مَنِيّةٌ،
- وَيَنْهَوْنَ عَنّي كُلَّ أهْوَجَ شاغبِ
- هُمُ بَعْدَ أمْرِ الله شَدّوا حِبَالَها،
- وَأوْتَادَهَا فينا بِأبْيَضَ ثَاقِبِ
- لَنَا إبِلٌ لا تُنْكِرُ الحبلَ عَجْمُها؛
- وَلا يُنْكِرُ المأثُورُ ضَرْبَ العَراقبِ
- وَقد نُسمِنُ الشّوْلَ العِجافَ وَنبتغي
- بها في المعالي، وَهيَ حُدْبُ الغَوارِبِ
- خَرَجْنا بها مِنْ ذي أُرَاطَى، كأنّها
- إذا صَدّها الرّاعي عِصيُّ المَشاجِبِ
- جُفافٌ أجَفَّ الله عَنْهُ سَحَابَهُ،
- وأوْسَعهُ من كُلّ سَافٍ وَحاصِبِ
- فما ظَلَمَتْ أنْ لا تَنورَ، وَخَلْفَها
- إذا الجُدْبُ ألقى رَحلَهُ سيفُ غالِبِ
- خَليطانِ فيها قَدْ أبَادا سرَاتَهَا
- بعَرْقِ المناقي، وَاجتِلاحِ الغَرائِبِ
- ولَوْ أنّها نَخْلُ السّوَادِ، وَمِثْلُهُ
- بحافاتها مِنْ جَانِبٍ بَعْدَ جَانِبِ
- وَلَوْ أنّها تَبْقَى لِبَاقٍ لأُلْجِئَتْ
- إلى رَجُلٍ فِيها صَنِيعٍ وَكاسِبِ
المزيد...
العصور الأدبيه