الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> ألا حبذا البيت الذي أنت هايبه >>
قصائدالفرزدق
ألا حبذا البيت الذي أنت هايبه
الفرزدق
- ألا حَبّذا البَيْتُ الّذي أنْتَ هايِبُهْ،
- تَزُورُ بُيُوتاً حَوْلَهُ، وَتُجَانِبُهْ
- تُجانِبُهُ مِنْ غَيرِ هَجْرٍ لأهْلِهِ،
- وَلَكِنّ عَيْناً مِنْ عَدُوٍّ تُرَاقِبُهْ
- أرَى الدّهْرَ، أيّامُ المَشِيبِ أمَرُّهُ
- عَلَيْنا، وأيّامُ الشّبابِ أطَايِبُهْ
- وَفي الشّيْبِ لَذّاتٌ وَقُرّةُ أعْيُنٍ
- وَمِنْ قَبْلِهِ عَيْشٌ تَعَلّلَ جادبُهْ
- إذا نازَلَ الشّيْبُ الشّبابَ فأصْلَتَا
- بسَيْفَيهِما، فالشَّيبُ لا بدّ غالِبُهْ
- فَيَا خَيْرَ مَهْزُومٍ وَيَا شَرّ هَازِمٍ،
- إذا الشّيْبُ رَاقَتْ للشّبَابِ كَتايُبهْ
- وَلَيْسَ شَبابٌ بَعْدَ شَيْبٍ برَاجعٍ
- يَدَ الدّهْرِ حتى يَرْجعَ الدَّرَّ حالِبُهْ
- وَمَنْ يَتَخَمّطْ بالمَظالِمِ قَوْمَهُ،
- وَلَوْ كَرُمَتْ فيهم وَعزّتْ مضَارِبُهْ
- يُخَدَّشْ بأظْفَارِ العَشِيرَةِ خَدُّهُ،
- وَتُجْرَحْ رُكوباً صَفْحتاهُ وَغارِبُهْ
- وإنّ ابنَ عَمّ المَرْءِ عِزّ ابنِ عَمّهِ،
- مَتى ما يَهِجْ لا يَحلُ للقَوْمِ جانبُهْ
- وَرُبّ ابنِ عَمٍّ حاضِرِ الشرّ خَيرُهُ
- مَع النجمِ من حيثُ استقلّتْ كواكبُهْ
- فلا ما نَأى مِنهُ مِنَ الشّرّ نَازِحٌ،
- ولا ما دَنَا مِنْهُ مِنَ الخَيرِ جالِبُهْ
- فَما المَرْءُ مَنْفُوعاً بتَجرِيبِ وَاعظٍ،
- إذا لم تَعِظْهُ نَفسُهُ وَتَجَارِبُهْ
- ولا خَيرَ ما لمْ يَنْفَعِ الغُصْنُ أصْلَهُ؛
- وَإنْ ماتَ لمْ تَحزَنْ عَليهِ أقارِبُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه