الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> أقول لمنحوض أعالي عظامها >>
قصائدالفرزدق
أقول لمنحوض أعالي عظامها
الفرزدق
- أقُولُ لمَنْحُوضٍ أعالي عِظامِها،
- يَجُرّ أظَلاّها السَرِيحَ المُنَعَّلا
- شرِيكَةِ خوصٍ في النَّجاءِ قد التقتْ
- عُرَاها وَأجهَضْنَ الجَنينَ المُسَرْبَلا
- تَسَنّى مِنَ الأحلاقِ ما كانَ دُونَهُ،
- وَفَكَّ مِن الأرْحامِ ما كان مُقْفَلا
- هَوَاجرُ يَحْلُبْنَ الحَميمَ، وَماكِدٌ
- من السّيرِ لمْ تَطعَمْ مُنَدىًّ وَمَنزِلا
- وَزَوْرَاءَ أدْنَى ما بِها الخِمسُ لا تَرَى
- بها العِيسُ لَوْ حَلّتْ بها مُتَعَلَّلا
- وَمُحتَقِرِينَ السّيرَ قد أنْهَجَت لهُمْ
- سَرابِيلُ أبْقاها الذي قدْ تَرَعْبَلا
- إذا قَطَناً بَلّغْتِنِيهِ ابنَ مُدْرِكٍ،
- فَلاقَيْت من طَيْرِ العَرَاقيبِ أخْيَلا
- ذُبَاباً حُساماً، أوْ جَناحَيْ مُقَطِّعٍ
- ظُهُورَ المَطايا يَترُكُ الصُّلبَ أجْزَلا
- قَوِيٌّ أمِينٌ لابنِ يُوسُفَ مُجزِىءٌ
- بطاعَتِهِ عِندَ الّذي قد تَحَمّلا
- وَلَوْ وُزِنَتْ سَلمى بحلمِ ابنِ مُدْرِكٍ
- لَكانَ على الميزَانِ حِلمُكَ أثْقَلا
- سأجْزِيكَ مَعرُوفَ الذي نِلْتَني بِهِ
- بكَفّيْكَ، فاسمَعْ شعرَ مَن قد تَنَخّلا
- قَصَائِذَ لمْ يَقْدِرْ زُهَيرٌ ولا ابْنُهُ
- عَلَيْها، وَلا مَنْ حَوّلُوهُ المُخَبَّلا
- وَلمْ يَستَطعْ نسْجَ امرِىءِ القيس مثلها،
- وَأعْيَتْ مَرَاقيها لَبِيداً وَجَرْوَلا
- وَنابِغَتيْ قَيْسِ بنِ عَيلانَ، والذي
- أرَاهُ المَنَايَا بَعْضُ ما كانَ قَوّلا
- فَما فَاضَلَتْ بَيْتاً بِبَيْتِكَ عامِرٌ
- إلى المَجْدِ إلاّ كانَ بَيْتُكَ أفضَلا
- هُوَ البَيْتُ بَيْتُ ابْنيْ نُفَيْلِ بنى لهُ
- كِلابٌ وَكَعْبٌ ذرْوَةً لن تُحَوَّلا
- أرَى ابنيْ نُفَيْلٍ مَن يكونُ أباً لَهُ
- وَعَمّاً فَقَدْ، يَوْمَ الرّهانِ، تَمَهّلا
- على مَنْ جَرَى، وَالرّافِعينَ أكُفَّهم
- إلى كلّ فَرْعٍ كانَ للمَجْدِ أطْوَلا
- وَمَنْ يَكُ بَينَ الخالِدَينِ وَأُمُّهُ
- صَفِيّةُ، يَثْقُلْ عزّهُ أنْ يُحَلحَلا
- وَكانَ أبُوها وابْنُها خَيرَ عامِرٍ،
- سماكَينِ للهَلكَى إذا الغيثُ أمحَلا
- أرَى المُقْسِمَ المُختارَ عَيْلان كُلَّها،
- إذا هُوَ لمْ يَذْكُرْ نُفَيْلا تَحَلّلا
- بَنُو أنْفِ قَرْمٍ لمْ يُدَعْثَرْ سَنَامُهُ
- رُكُوباً، ولَكِنْ كانَ أصْيَدَ مُرْسَلا
- إذا وَاضَحُوهُ المَجدَ جاءتْ دِلاؤهُ
- مُلاءً إذا سَجْلٌ من المَجدِ شَوّلا
- لهُمْ طُرُقٌ عَادِيّةٌ يُهْتَدَى بِهَا،
- وَهُمْ خَيرُ قَيْسٍ آخِرِيّاً وَأوّلا
- بَنُو عامِرٍ قَمْقَامُ قَيْسٍ، وَفيهِمُ
- مَعاقِلُ جانِيها إذا الوِرْدُ أثْعَلا
المزيد...
العصور الأدبيه