الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> أعيني ما بعد ابن موسى ذخيرة >>
قصائدالفرزدق
أعيني ما بعد ابن موسى ذخيرة
الفرزدق
- أعَيْنيّ ما بَعْدَ ابنِ مُوسَى ذَخِيرَةٌ،
- فَجُودَا، إذا أنْفَدتْمَا المَاءَ، بالدّمِ
- وَهِيجَا إذا نَامَ الخُلِيُّ وَأسْعِدَا
- عَلَيْهِ بِنُوْحٍ مِنْكُمَا كُلَّ مأتَمِ
- وَما لكُما لا تَبكِيَان، وَقد بَكَتْ
- لَهُ كُلُّ عَينٍ مِنْ فَصِيحٍ وَأعْجَمِ
- فَأيُّ فَتىً بَعْدَ ابنِ مُوسَى نُعِدُّهُ
- لِيَوْمِ لِقَاءٍ، أوْ حَمَالَةِ مَغْرَمِ
- فَتىً، بَينَ صدّيقِ النّبيّ فُرُوعُهُ،
- وَطَلْحَةَ مَحمودِ الخَلائقِ خِضرِمِ
- وَلَوْ شَاءَ إذْ وَلَّى الكَتائبُ حَوْلَهُ،
- تَعالى على بَاقي العُلالَةِ مِرْجَمِ
- وَلَكِنْ رَأى أنّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ،
- وَأنّ المَنَايَا تَرْتَقي كُلَّ سُلّمِ
- وَأنّ فِرَارَ المُسْلِمِينَ خَزَايَةٌ،
- وَأُحدُوثَةٌ تَنْمي إلى كُلّ مَوْسِمِ
- وَعِنْدَ ابنِ مُوسَى السّالِميّ، كأنّهُ
- عَتيقٌ بِكَفّيْ قَانِصٍ مُتَقَرِّمِ
- وَلا حِقَةُ الآطَالِ جُرْدٌ مُتُونُهَا،
- تَبُذُّ هَوَادِيهَا يَدَيْ كُلِّ مُلْجِمِ
- عَنَاجيجُ مِنْ آلِ الصّرِيحِ كَأنّمَا
- يَخَلْنَ التِهابَ الشّدّ أسلابَ مَغَنمِ
- فَقالَ لمَنْ يَرْجُو الإيابَ استَغِثْ بها،
- وَكَرَّ كَمخضُوبِ الذّراعينِ ضَيغَمِ
- بِسَيْفِ أبي بَكْرٍ وَطَلْحَةَ يَختَلي
- بهِ حَلَقَ المَاذِيّ عَنْ كلّ مِعصَمِ
- فَقُلْ لِعَتاقِ الخَيْلِ تَمنَعْ ظُهُورَهَا،
- فَقَدْ غِيلَ عَنها مَن يَقولُ لها اقدِمِ
- على غَمَراتِ المَوْتِ تَشكُو عِتاقُها
- إذا ساورَتْ وَقْعَ القَنَا والتّحَمحُمِ
- يَجُودُ بنَفْسٍ لا يُجَادُ بِمثْلَهَا،
- إذا غَيّرَ السِّيمَا بهِ كُلّ مُعْلَمِ
- فَقَدْ نَقَضَ الأيّامُ بَعْدَ مُحَمّدٍ
- على القَوْمِ مِنْ مِرّاتهِمْ كُلَّ مُبرَمِ
المزيد...
العصور الأدبيه