الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> أتوعدني قيس ودون وعيدها >>
قصائدالفرزدق
أتوعدني قيس ودون وعيدها
الفرزدق
- أتُوعِدُني قَيْسٌ وَدُونَ وَعيدِهَا
- ثرَاءُ تَمِيمٍ وَالعَوَادِي مِنَ الأُسْدِ
- سأُهدي لعَاوِي قَيسِ عَيلانَ إذا عَوَى
- لِشِقوَتِهِ إحدى الدّوَاهي التي أُهدِي
- وَأجْعَلُ يا قَيْسَ بنَ عَيلانَ بعَدَها
- لِنَوْكاكِ أحْلاماً تَعيشُ بها بَعدي
- ألمْ تَرَ قَيْساً لمْ تَكُنْ طَيرُها جَرَتْ
- لَهَا بِمُعَافَاةٍ، ولا نَفَلٍ عِنْدِي
- رَمَى الله فِيمَا بَينَ قَيْسٍ وَبَيْنَنَا،
- عَلى كُلّ حالٍ، بِالعَداوَةِ وَالبُعدِ
- وَزَادَهُمُ رَغْماً وَعَضّتْ رِقَابَهُمْ،
- بأيْدي تَميمٍ، مُصْلَتَاتٌ من الهِنْدِ
- وَكنتُ إذا مال النُّوكُ سَاقَ قَبِيلَةً
- إليّ مَعَ الحَيْنِ المغَيِّبِ للرّشْدِ
- شَدَخَتُ رُؤوسَ النّابحينَ وَحَطّمتْ
- جَماجِمَهِمْ مِرْداةُ قَوْمٍ بهِا أرْدي
- أحِينَ أعَاذَتْ بي تَمِيمٌ نِسَاءَهَا،
- وَجُرّدتُ تَجرِيدَ اليَماني من الغِمدِ
- وَمَدّتْ بضَبْعَيّ الرَّبَابُ وَدَارِمٌ،
- وَعَمْروٌ، وَسَالَتْ من ورَائي بنو سعدِ
- وَمِنْ آلِ يَرْبُوعٍ زُهَاءٌ، كَأنّهُ
- دُجَى اللّيْلِ، محمودُ النّكاية وَالرِّفدِ
- وَهَرّتْ كِلابُ الجِنّ مني وَبَصْبصَتْ
- بِآذانِهَا مِنْ ضَغْمِ ضِرْغامةٍ وَرْدِ
- تمَنّى ابنُ رَاعي الإبْلِ حَرْبي وَدونَهُ
- شَمارِيخُ صعباتٌ تَشُقّ عَلى العَبْدِ
- شَمَارِيخُ لَوْ أنّ النُّمَيْرِيَّ رَامَهَا
- رَأى نَفْسَهُ فِيهَا أذَلَّ مِنَ القِرْدِ
- وَمَا زلْتُ مذ كنتُ الخُماسيَّ تُتّقَى
- بيَ الحرْبُ والعاوُونَ إذ نبحوا وَحدي
- فَلَوْلا بَنُو مَرْوَانَ والدِّينُ إنّهُمْ
- بَنُو أُمّنا كَفّوا الشّديدَ عن الضَّهدِ
- لقد أُنكِحَتْ عِرْساكَ رَاعي مخَاضِنا،
- وَبِعناكَ في نَجَرانَ بالحَذَفِ القَهْدِ
- أهِبْ يا ابن رَاعي الإبْل إنّك لمْ تجدْ
- أباً لكَ في جَيشٍ يَسِيرُ وَلا وَفْدِ
- إذا خِفتَ أوْ لمْ تَستَطعْ خَوْضَ غمرةٍ
- لِقَوْمٍ ذوِي دَرْءٍ لجَأتَ إلى سَعدِ
- فإنْ تَكُ في سَعْدٍ فَأنْتَ لَئِيمُهَا،
- وَفي عَامِرٍ مَوْلىً أذَلُّ مِنَ العَبْدِ
- وَإنْ تَسألوا أُذْنَيْ قُتَيْبَةَ تَشْهَدا
- لكم وَابنَ عَجلى إذ يُسحَّجُ في البُرْد
- أبَا صَالِحٍ حَيْثُ انْتَقَيْنَا دِمَاغَه
- من الرّأسِ عَن ضَاحٍ مَفارِقُهُ جَعدِ
- وَكُنّا إذا القَيْسيُّ نَبّ عَتُودُهُ،
- ضرَبناهُ فَوْقَ الأُنثَيينِ على الكَرْدِ
- وَأوْرَثَكَ الرّاعي عُبَيْدٌ هِرَاوَةً،
- وَماطورَةً تحتَ السّوِيّةِ من جِلْدِ
المزيد...
العصور الأدبيه