الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> أبوك وعمي يا معاوي أورثا >>
قصائدالفرزدق
أبوك وعمي يا معاوي أورثا
الفرزدق
- أبُوكَ وَعَمّي يا مُعاوِيَ أوْرَثَا
- تُرَاثاً فَأوْلى بِالتُّرَاثِ أقَارِبُهْ
- فَمَا بَالُ ميرَاثِ الحُتاتِ أكَلْتَهُ،
- وَميرَاثُ حرب جامِدٌ لَكَ ذائِبُهْ
- فَلَوْ كانَ هذا الحُكْمُ في جاهِلِيّةٍ
- عَرفْتَ مَنْ المَوْلى القَليلُ حَلائبُهْ
- وَلَوْ كانَ هذا الأمرُ في غير مُلكِكُمْ
- لأدّيْتَهُ أو غَصّ بِالمَاءِ شَارِبُهْ
- وَلَوْ كانَ إذْ كُنّا وَللكَفّ بَسطَةٌ،
- لصَمّم عَضْبٌ فيكَ ماضٍ مضَارِبُهْ
- وَقَدْ رُمْتَ أمْراً يا مُعاويَ دُونَهُ
- خَياطِفُ عِلْوَدٍّ صِعابٌ مَرَاتِبُهْ
- وَما كنتُ أُعطي النِّصْفَ من غيرِ قُدرَة
- سِواكَ وَلَوْ مَالَتْ عَلَيّ كَتايِبُهْ
- ألَسْتُ أعَزَّ النّاسِ قَوْماً وَأُسْرَةً،
- وَأمْنَعَهُمْ جَاراً إذا ضِيمَ جانِبُهْ
- وَمَا وَلَدَتْ بَعْدَ النّبيّ وَأهْلِهِ
- كَمِثْلي حَصَانٌ في الرّجَالِ يُقارِبُهْ
- أبي غالِبٌ وَالمَرْءُ صَعْصَعَةُ الّذِي
- إلى دارِمٍ يَنْمي فَمَنْ ذا يُنَاسِبُهْ
- أنا ابنُ الجِبالِ الشُّمّ في عددِ الحصَى،
- وَعِرْقُ الثّرَى عِرْقي، فمن ذا يحاسبُهْ
- وبَيْتي إلى جَنْبٍ رَحِيبٍ فِنَاؤهُ،
- وَمِنْ دونِهِ البدْرُ المُضِيءُ كَواكِبُهْ
- وَكَمْ مِنْ أبٍ لي يا مُعاوِيَ لمْ يَزَلْ
- أغَرَّ يُبَارِي الرّيحَ ما أزْوَرّ جانِبُهْ
- نَمَتْهُ فُرُوعُ المَالِكَينِ، ولَمْ يَكُنْ
- أبوكَ الذي من عبد شمسٍ يُخاطِبُهْ
- تَرَاهُ كَنَصْلِ السّيفِ يَهتَزّ للنّدى
- جَوَاداً تَلاقَى المَجدَ مُذْ طرّ شارِبُهْ
- طَوِيلِ نجادِ السّيفِ مُذْ كانَ لم يكنْ
- قُصَيٌّ وَعبدُ الشمسِ ممّنْ يُخاطبُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه