الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الأخطل >> طربتُ إلى ذلفا فالدّمعُ يسفحُ >>
قصائدالأخطل
طربتُ إلى ذلفا فالدّمعُ يسفحُ
الأخطل
- طربتُ إلى ذلفا فالدّمعُ يسفحُ
- وهشَّ لذكْراها الفؤادُ المبرَّحُ
- ومِنْ دونِ ذلْفاء المليحَة ِ فاصْطبرْ
- من الإرضِ أطوادٌ وبيداءُ صحصحُ
- بها حينَ يستنّ السرابُ بمتنها
- لخُوصِ المطيّ إنْ تَذَرَّعْنَ مَسْبحُ
- وقَدْ صاحَ غِرْبانٌ ببَيْنٍ وقد جرَتْ
- ظباءٌ بصرمِ العامرية ِ برحُ
- فما شادنٌ يرعى الحمى ورياضَها
- يرودهُ بمكحولِ نؤومٌ موشح
- بأحْسَنَ مِنها يوْمَ جدَّ رحيلُنا
- مع الجيشِ لا بلْ هي أبضّ وأصبحُ
- وأحسنُ جيداً في السحابِ ومضحكاً
- وأنْجَلُ مِنها مُقْلَتَينِ وأمْلَحُ
- بأطْيَبَ مِنْ أرْدانِ ذَلْفاء بعدَما
- تغورُ الثريا في السماء فتجنحُ
- إذا الليلُ ولى واسبطرتْ نجومه
- وأسْفَرَ مَشْهورٌ مِن الصُّبحِ أفضحُ
- فلا عيبَ فيها غيرَ أنّ حليلها
- إذا القَوْمُ هَشُّوا للمروءة ِ زُمَّحُ
- بطيءٌ إلى الداعي، قليلٌ غناؤهُ
- إذا ما اجتداهُ سائلٌ يَتكَلّحُ
- أذَلْفاءُ كَمْ مِنْ كاشِحٍ لكِ جاءني
- فأحْفَظْتُهُ إذْ جاءني يتَنَصَّحُ
- يقولُ أفقْ عن ذكرِ ذلفاءِ وانسها
- فما لكَ مِنْ حَتْفِ المنيّة ِ مَجْمَحُ
- فقلتُ اجتنبتني لا أبا لكَ واطرحْ
- ففي الأرضِ عني إذا تباعدتَ مطرحٌ
- فكَيفَ تلومُ النّاسُ فيها وقد ثوى
- لها في سوادِ القلبِ حبٌّ مبرحُ
- وحبي جدٌّ ليس فيه مزاحة ٌ
- فيرْتاحُ قَلْبي إذْ يراهُ ويفرَحُ
- وإني لأهوى الموتَ من وجدِ حُبها
- وللموْتُ مِنْ وجْدٍ ألَذُّ وأرْوَحُ
- وكلُّ هوًى قدْ بانَ منّي ولا أرى
- هوى أُمّ عَمْروٍ مِن فؤاديَ يَبرَحُ
- وفتيانِ صِدْقٍ مِن عشيري وجوهُهمْ
- إذا شففتهنَّ الهواجرُ وضحُ
- رفَعْتُ لهُمْ يوماً خِباءً تمُدُّهُ
- أسِنّة ُ أرْماحٍ يُسِفُّ ويَطمَحُ
- فأدنَيْتُ مِنهُمْ سَبْحَلِيّاً كأنّهُ
- قتيلٌ مِن السّودانِ عَبْلٌ مُجَرَّحُ
- فظَلّتْ مُدامٌ مِنْ سُلافة ِ بابلٍ
- تَكُرُّ علَيْهِمْ والشِّواءُ المُلوَّحُ
- فلما تروّوا قلتُ قوموا فأسرجوا
- عناجيجكُم قد حانَ منا التروحُ
- فقاموا إلى جُرْدٍ طوالٍ كأنّها
- مِن الرَّكضِ والإيجافِ في الحرْبِ أقرُحُ
- فشَدُّوا علَيْهِنَّ السّروجَ فأعنقَتْ
- بكل فتى يحمي الذمارَ ويكفحُ
- فقال لهم ذاكمْ سوامٌ ودونهُ
- كتائبُ فيهنَّ الأسنة ُ تلمحُ
- فلما أغرنا أغنمَ الله منهمُ
- وذو العرشِ يعطي من جزيلٍ ويمنحُ
- فلَمْ نَخْتَصِمْ عِنْدَ الغَنيمَة ِ بَيْننا
- ولمْ يكُ فينا باخِلٌ يَتشَحّحُ
- فتلكَ المعالي لا تباعُكَ ثلة َ
- وبُهْماً عِجاماً للمعيشَة ِ تَكْدَحُ
- فقلْ لبني عمَ الذينَ ببابلٍ
- وبالتستري عن أرضكمْ متزحزحُ
- وفي الأرضِ عنْ جوخى ورعية ِ أهلها
- وعَنْ نَخَلاتِ السّيْبِ للحيّ مَفْسَحُ
- وحسبُ الفتى مِن شِقوَة ِ العَيشِ قطعة ٌ
- يُحاجي بها طَوْراً يُجَحِّحُ
المزيد...
العصور الأدبيه