الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الأخطل >> أتَعْرِفُ الدَارَ، أمْ عِرْفانَ مَنْزِلَة ٍ >>
قصائدالأخطل
أتَعْرِفُ الدَارَ، أمْ عِرْفانَ مَنْزِلَة ٍ
الأخطل
- أتَعْرِفُ الدَارَ، أمْ عِرْفانَ مَنْزِلَة ٍ
- لمْ يَبْقَ غيرُ مُناخِ القِدْرِ والحُمَمِ
- وغيرُ نؤي رمتهُ الريحُ أعصرهُ
- فهو ضئيلٌ كحوض الآجنِ الهدمِ
- كانَتْ منازِلَ أقوامٍ، فغَيّرها
- مرّ الليالي ونضحُ العارضِ الهزمِ
- وقد تكونُ بها هيفٌ، منعمة ٌ
- لا يلتفعنَ على سوء ولا سقمِ
- لا يصطلينَ دخانَ النار، شاتية ً
- إلا بعودِ يلنجوجٍ على فحمِ
- يمشينَ مشيَ الهجانِ الأدم روحها
- عند الأصيلِ، هديرُ المُصْعَبِ القَطِمِ
- لقدْ حلفتُ بما أسرى الحجيجُ لهُ
- والنّاذرين دماءَ البُدْنِ في الحَرَمِ
- لَولا الوَليدُ، وأسْبابٌ تَناوَلَني
- بهنَّ، يومَ اجتماعِ الناس بالثلمِ
- إذاً لكُنتُ كمَنْ أوْدى ، وَوَدَّأهُ
- أهْلُ القَرابَة ِ بَينَ اللّحدِ والرَّجَمِ
- أهْلي فداؤكَ، يومَ المُحْرِمونَ بها
- مُقاسَمُ المالِ أوْ مُغْضٍ على ألمِ
- يوْمَ المُقاماتِ، والأمْوالُ مُحْضَرَة ٌ
- حولَ امرئ غيرِ ضجاجٍ ولا برمِ
- إنّ ابن مروانَ أسقاني على ضمإ
- بِسَجْلِ، لا عاتِمٍ رَيْثاً ولا خَذِمِ
- ما يحرمُ السائلَ الدنيا، إذا عرضتْ
- وما تعود منهُ المالُ بالقسمِ
- لا يَستَقِلُّ رجالٌ ما تحَمّلَهُ
- ولا قريبونَ منْ أخلاقهِ العظمِ
- من آلِ عفانَ فياضُ العطاءِ إذا
- أمسَى السحابُ خفيفَ القَطرِ، كالصِّرَم
- تسوقُهُ، تَحْملُ الصُّرَّادَ مُجْدِبَة ٌ
- حتى تَساقطَ بَينَ الضَّالِ والسَّلَمِ
- فهم هنالك خيرُ الناسِ، كلهم
- عندَ البلاء، وأحْماهُمْ على الكَرمِ
- ألباسِطونَ بِدُنياهُمْ أكُفَّهُمُ
- والضَّاربُون غَداة َ العارِضِ الشَّبِمِ
- والمُطْعِمون، إذا ما أزْمَة ٌ أزَمَتْ
- والمقدمون على الغاراتِ بالجذمِ
- عوابسَ الخيلِ إذا عضتْ شكائمها
- وأصْحرَتْ عَنْ أديمِ الفِتنة ِ الحَلِمِ
- هم الأولى كشفوا عنا ضبابتها
- وقوَّموها بأيديهمْ عَنِ الضَّجَمِ
- فإذ أتتْكُمْ وأعْطَتْكُمْ بدِرَّتِها
- فاحتلبوها هنيئاً، يا بني الحكمِ
- بَني أُميّة َ، قدْ أحْدَتْ فواضِلُكُمْ
- منكْم جيادي، ومنكْ قبلها نعمي
- فهي، غذا ذكرتُ عندي وإن قدمتْ
- يوماً، كخطّ كتابِ الكف بالقلمِ
- فإنْ حلَفْتُ، لقد أصْبَحْتُ شاكِرَها
- لا أحْلِفُ، اليومَ، مِن هاتا على أَثِمِ
- لولا بلاؤكمُ في غير واحدة ٍ
- إذاً لقُمْتُ مَقامَ الخائِفِ الزَّرِمِ
- أسمَعْتُكُمْ يومَ أدْعو في مُوَدَّأة ٍ
- لولاكمُ شاعَ لحمي عندها ودمي
- لولا تناوُلكُم أيايَ، ما علقتْ
- كفّي بأرْجائِها القُصْوى ولا قَدَمي
- وقد علمتُم وإن أصبحتُ نائيكُمْ
- نُصْحي، قديماً، وفِعْلي غيرُ مُتّهَمِ
- لقَدْ خشيتُ وشاة َ النّاسِ عندكُمُ
- ولا صَحيحَ عَلى الأعداء والكَلِمِ
المزيد...
العصور الأدبيه