الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الأخطل >> أتَعْرِفُ مِنْ أسْماء بالجُدّ رَوْسما >>
قصائدالأخطل
أتَعْرِفُ مِنْ أسْماء بالجُدّ رَوْسما
الأخطل
- أتَعْرِفُ مِنْ أسْماء بالجُدّ رَوْسما
- مُحيلاً، ونؤياً دارِساً، قدْ تهدَّما
- ومَوْضِعَ أحْطابٍ، تحمّلَ أهْلُهُ
- وموقدَ نارِن كالحمامة ِ أسحما
- على آجنٍ أبقتْ لهُ الريحُ دمنة ً
- وحوضاً، كأدحِي النعامة ِن أثلما
- ترى مشفر العيساء حينَ تسوفُهُ
- إذا وجدَتْ طَعْمَ المرارة ِ أكزما
- كأنَّ اليماميَّ الطّبيبَ انبرى لها
- فذرَّ لها في الحوضِ شرياً وعلقما
- بأحناءَ مجهولٍ تعاوَى سباعهُ
- تقوَّضَ، حتى كان للطّيرِ أدْرما
- إذا صدَرَتْ عَنْهُ حَمامٌ، تركْنهُ
- لوِرْدِ قطاً، يسقي فُرادى وتوْأما
- تراها إذا راحتْ رواءً كأنّها
- معلقة ٌ عندَ الحناجرِ حنتما
- تأوَّبُ زُغْباً بالفَلاة ِ، تَرَكْنَها
- بأغبرَ مجهولِ المخارمِ أقتما
- إذا نبّهَتْهُنَّ الرّوافِدُ بالقِرى
- سقينَ مجاجاتٍ هوامدَ جثمّا
- يُنَبِّهْنَ قَيظيَّ الفِراخِ، كأنّما
- يُنَبِّهْنَ مَغْموراً مِنَ النّوْمِ أعجَما
- ثنينَ عليهِ الريشَن حتى تلاحقتْ
- وصار شَعاعاً قَيظُها، قدْ تحَطّما
- فصارتْ شلالاً وابذعرتْ كأنها
- عصابَة ُ سَبْيٍ، شَعَّ أنْ يُتقسّما
- لعمري لئن أبصرتُ قصدي لقد أنى
- لمثلي يا دهماء أن يتحلما
- وبيداءَ محلٍ، لا يُناخُ مَطِيُّها
- إذا صَخِبَ الحادي بها وتَهَمْهما
- ترى القومَ فيها يركبونَ رؤوسهُمْ
- من النومِ، حتى يكبحَ الواسطُ الفما
- قطعتُ بهوجاء النَّجاء نجيبة ٍ
- عُذافِرَة ٍ تَهْدي المطيَّ المُخزَّما
- قريبَة ُ تَهْجوني، وعوْفُ بنُ مالكٍ
- وزَيدُ بنُ عَمْرو. طَاَلَ هذا تحلُّما
- ويا للهِ ما تهجونني منْ عداوة ٍ
- ثكلتُمْ، وما ترمون بالقذعِ مفحما
- وإنا لحيّ الصدق، لا غرة بنا
- ولا مثلُ من يقري البكيءَ المصرّما
- ونجمعُ للحربِ الخميسَ العرمرما
- ومستنبحِ بعد الهدوّ، دعوتهُ
- بصَوْتيَ، فاستعشى بِنِضْوٍ تزَغّما
- وإني لحلالٌ بي الحقّ، أتقى
- إذا نزلَ الأضيافُ، أنْ أتجهما
- إذا لمْ تذدْ ألبانها عن لحومها
- حلَبْنا لهُمْ منْها بأسْيافِنا دَما
- ومُنْتحِلٍ منّي العداوة َ، نالَهُ
- عناجيجُ أفراسٍ، إذا شاء ألجما
- فإن أكُ قدْ عانيتُ قومي، وهبتهم
- فهَلْهِلْ وأوْلى عَنْ نُعيمِ بنِ أخثما
- فإن أعفُ عنكمْ، يا نعيمُ، فغيركُمْ
- ثَنى عنكُمُ منّي المُسَرَّ المُجمجَما
- فجاء، وقَدْ بلّت عَلَيْهِ ثيابَهُ
- سحابة ُ مُسْوَدّ مِنَ اللّيلِ أظلَما
- إذا نُبّهَ المبْلودُ فيها، تَغَمْغَما
- فلما أضاءتهُ لنا النارُ، واصطلى
- أضاءتْ هجفاً موحشاً، قد تشهما
- فنَبّهْتُ سَعْداً بَعْدَ نوْمٍ لطارِقٍ
- أتانا ضئيلاً صوتهُ، حين سلما
- فقُلْتُ لهُمْ: هاتوا ذخيرَة َ مالكٍ
- وإن كان قد لا قى لبوساً ومطعما
- فقال: ألا لا تجشموها، وإنما
- تَنَحْنَحَ دونَ المُكْرَعاتِ، لتُجْشما
المزيد...
العصور الأدبيه