الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الأخطل >> ألمْ تعرضْ، فتسألَ آلَ لهوٍ >>
قصائدالأخطل
ألمْ تعرضْ، فتسألَ آلَ لهوٍ
الأخطل
- ألمْ تعرضْ، فتسألَ آلَ لهوٍ
- وأرْوى ، والمُدِلّة َ، والرَّبابا
- نزَلْتُ بهِنَّ فاستَذْكيْتُ ناراً
- قليلاً، ثم أسرعنَ الذهابا
- وكُنَّ إذا بدَوْنَ بقُبْلِ صَيفٍ
- ضربنَ بجانبِ الخفرِ القبابا
- نواعِمُ لمْ يَقِظْنَ بجُدّ مُقْلٍ
- ولمْ يقذفنَ عنْ حفصٍ غُرابا
- كأنَّ الريَّطَ فوقَ ظباء فلجٍ
- غداة لبسنَ، للبين، الثيابا
- ففارقنَ الخليطَ على سفينٍ
- يشقّ بهنّ أمواجاً صعابا
- ترى الملاحَ محتجزاً بليفِ
- يؤمُّ بهِ آجاماً وغابا
- إذا التبانُ قلص عنْ مشيحٍ
- صدفنَ، ولم يردنْ لهُ عتابا
- يَعِدُّ الماءُ تَحْتَ مُسَخَّراتٍ
- يصكّ القارَ والخشبَ الصلابا
- يَعُمْنَ على كلاكِلهِنَّ فيهِ
- ولوْ يزجى إليه الفيلُ، هابا
- وإمّا اضْطَرَّهُنَّ إلى مَضِيقٍ
- ومَوْجُ الماء يَطّرِدُ الحَبابا
- تتابع صرمة ِ الوحدي تأوي
- لأُولاها، إذا الرّاعي أَهابا
- دَجَنَّ بحَيْثُ تَنْتَسِغُ المطايا
- فلا بَقّاً يخَفْنَ ولا ذُبابا
- إذا ألقَوْا مراسِيَهُنَّ، حَلُّوا
- دَبيبَ السّبي، يبتدرُ النِّقابا
- تَفَرَّجَ مائحُ السُّبَحاءِ عَنْها
- إذا نزحتْ، وقد لذّ الشرابا
- أفاطِمَ أعْرِضي قَبْلَ المَنايا
- وأحْمَتْ كُلُّ هاجِرَة ٍ شِهابا
- بَرَقْتِ بعارِضَيكِ، ولمْ تجودي
- ولم يكُ ذاكَ منْ نُعمى ثوابا
- كذلكَ أخلفتنا أم بشرٍ
- على أن قد جَلَتْ غُرّاً، عِذابا
- شَتيتاً يَرْتَوي الظّمْآنُ مِنْهُ
- إذا الجوزاءُ أحجرتِ الضبايا
- فإنْ يكُ ريّقي قد بانَ منّي
- فقدْ أروي به الرسلَ اللّهابا
- وكُنَّ إذا وَرَدْنَ لتِمّ ظِمْء
- إذودُ اللخيل خانياتِ عنهُ
- وأمْنِحُهُ المُصَرَّحَة َ العِرابا
- وحائمتانِ تبتغيان سري
- جعَلْتُ القَلْبَ دونَهُما حِجابا
- وصاحبُ صَبْوة ٍ، صاحَبْتُ حيناً
- فتبتُ، اليومَ، من جهلٍ، وتابا
- ونفسُ المرء ترصدها المنايا
- وتحدرُ حولهُ حتى يصابا
- إذا أمرَتْ بِهِ ألْقَتْ عَلَيْهِ
- أحَدَّ سِلاحِها ظُفْراً ونابا
- وأعْلَمُ أنّني عمّا قَليلٍ
- ستكسوني جنادلَ أو ترابا
- فمنْ يكُ سائلاً ببني سعيدٍ
- فعبد اللهِ أكرمهمُ نصابا
- تذريتَ الذوائبَ من قريشٍ
- وإن شعبوا تفرعتَ الشعابا
- بحورُ بَني أُميّة َ، أوْرَثوهُ
- حَمالاتٍ وأخْلاقاً رِغابا
- وتجمعُ نوفلاً وبني عكبّ
- كلا الحَيّينِ، أفْلحَ مَنْ أصابا
- ومنّاقدْ نَمَتْك عُروقُ صِدْقٍ
- إذا الحجراتُ أعوينَ الكلابا
- مِن الفتْيانِ، لا بَهِجٌ بِدُنْيا
- ولا جَزِعٌ، إذا الحدثانُ نابا
- أغَرُّ، مِن الأباطِحِ مِنْ قُرَيشٍ
- به تستمطر العربُ السحابا
المزيد...
العصور الأدبيه