الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> هذه الأثواب والخلع >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- هذه الأثواب والخلع
- تكتسي طورا وتختلع
- فاستقم يا من على خطر
- يرتقي حينا ويتضع
- والذي تفهمه فتن
- والذي تعلمه خدع
- والمنى كل المنى أبدا
- فوق فوق الفوق مرتفع
- ما له فينا مناسبة
- مع شيء ليس يجتمع
- بل له فينا المعية من
- قبل تكوين لنا يقع
- وجميع الكون مشغلة
- للذي في قلبه طمع
- فتيقظ إن ربك لا
- يترك البلوى ولا يدع
- والذي في علمه سنن
- والذي في علمنا بدع
- سائق الأظعان نحو حمى
- منيتي والنور يلتمع
- عج على الوادي المقدس بي
- وتأدب ههنا سبع
- ثم عرج نحو كاظمة
- حيث تلك الساح والبقع
- واسأل الركب المقيل على
- يمنة الوادي وما صنعوا
- إن لي في خدرهم قمرا
- كل أيامي به جمع
- خاله المسكي حين بدا
- منه في ليل الورى شمع
- عصبة التشبيه لا تقفوا
- سيركم في الحق منقطع
- حدثوني في العقيدة ما
- هذه الصلبان والبيع
- وتنحوا عن طريقتنا
- عقلكم للحق لا يسع
- كل مغرور له صنم
- بافتكار فهو مبتدع
- أين أنتم من عقيدتنا
- إذ بها للحق نتبع
- وعلى التسليم نحن وما
- حالنا في الله مصطنع
- وانجلت عين الوجود لنا
- وسحاب الجهل منقشع
- واقتربنا حيث لا أحد
- لا ولا مرئي ومستمع
- ثم عدنا بعد ذاك وذا
- ما لنا ري ولا شبع
- والجوى والشوق لازمنا
- كل حين عندنا وجع
- كيف أنتم والقلوب قست
- ليس بالتذكير تنتفع
- واطمأنت بالمحال وقد
- أصبحت باللهو تقتنع
- أسمعتم من وساوسكم
- ورضيتم أنكم تبع
- لا أقر الله عين فتى
- عن هوى المحبوب يندفع
- إنني مضنى محبته
- لا رأوا قومي ولا سمعوا
- صاد قلبي لحظ غانية
- عن خطور الوهم تمتنع
- إن بدت صلى الأنام لها
- وإذا ما أومأت ركعوا
- لي فؤاد حشوه شجن
- بل على الأشواق منطبع
- والجوى والوجد مبتذل
- دائما والصبر ممتنع
المزيد...
العصور الأدبيه