الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> أزال عن الوجه الجميل قناعه >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- أزال عن الوجه الجميل قناعه
- وأظهر فينا علمه واطلاعه
- فزالت جميع الكائنات حقيقة
- وصار افتراق الكل عندي اجتماعه
- مليح له منه عليه شواهد
- متى أمر المضنى بأمر أطاعه
- وما الكل إلا فيه مضنى جماله
- ولا شر لا عصيان فاسكن رباعه
- هو الخير محض الخير والشر فرضه
- وتقديره للعقل بان فراعه
- بدا ينجلي للكل في كل صورة
- ولا صورة إلا أراها اختراعه
- وعن صور الأكوان فهو منزه
- وإن كان فيها قد أبان ارتفاعه
- هو الشمس أضحى والجميع ظله
- هو البدر أمسى كل شيء شعاعه
- متى اجتمع الإنسان يوما بغيره
- وصدق غيرا كان ذاك وداعه
- ولا رؤية الإله تلك رؤية
- وكل سماع صار عندي سماعه
- هو الظاهر المعروف في كل ظاهر
- هو الباطن المجهول يخفى شياعه
- رأيت عيوني المبصرات عيونه
- وأدركت باعي في التناول باعه
- ووصف بوصف واحد ضرب واحد
- وذات بذات واكتفيت نزاعه
- دنا فتدلى فالتقينا فلم أكن
- وكان علس ما كان يبدي التماعه
- وقلب قلبي في سواه ولا سوى
- زمانا أراني مكره وخداعه
- إلى أن تصافينا على الود وانمحت
- رسوم جهول فيه قاسى طباعه
- وأشهدني ظلمي فشاهدت ظلمتي
- تجلى جمال للعقول أشاعه
- وبالعدل منه في أظهر نوره
- تجلى جلال سر قلبي أذاعه
- فأعطى فؤادي بالذي هو آخذ
- علوم كمال قد قرأت رقاعه
- صدقت فكرر ذكره يا محدثي
- فإن جبان القرب صار شجاعه
- وأروى بماء العلم منه عطاشه
- وأشبع بالتحقيق فيه جياعه
- وقام فأغنى عن قيام قيامه
- بإيمان صدق عنده ما أضاعه
- وعرج رفيقي فالمعالم أشرقت
- بمن قد وجدنا في الرحال متاعه
- وصرنا ملوكا في رعايا صفاته
- به وفتحنا بالغناء قلاعه
- ولا تلتفت للحاسدين فإنهم
- يقاسون من حبل الوداد انقطاعه
- وهم في العمى عنه فلا يبصرونه
- وهل تشبه الثيران فيه سباعه
- وسامح ولا تعتب فحرمانهم كفى
- بهم غضبا منه فصاروا رعاعه
- وما في يديهم غير دعوى وعندهم
- سراب شراب لا يزالون قاعه
- رأوه فتاهوا فيه واندهشوا به
- وكل يعاني وده وسواعه
- ولو شاء أبدى في فناهم وجوده
- وأسمعهم بالنفخ فيهم يراعه
- وإلا فبالتسليم للحق من ذوي
- درايته فازوا فنالوا استماعه
- ولكنه عن كل ما هو فاعل
- فليس بمسؤول لترجو دفاعه
- فمن شاء أعطاه على رغم غيره
- ومن شاء بالحرمان أبدى امتناعه
المزيد...
العصور الأدبيه