الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> لو خلق الله وجودا للورى >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- لو خلق الله وجودا للورى
- لكان مثله ومثله افترا
- والله ليس مثله شيء كما
- قد جاء في القرآن عند من قرا
- والوهم في العقول ذاهب إلى
- أن الوجود اثنان هكذا جرى
- وجود خلق ووجود خالق
- هو اشتراك وهو شرك يمترى
- وإنما الخلق جميعا عدم
- مقدر له الإله قدرا
- وكلهم في العلم مفروضاته
- وعلمه القديم محلول العرى
- وقد تجلى بالتقادير التي
- قدرها جميعها فظهرا
- منزها مقدسا عنها وعن
- جميع ما في العقل قد تصورا
- فهو الوجود الحق ظاهر لنا
- وباطن عن غيرنا مستترا
- لأن غيرنا يرى تقديره
- ولا يراه لا رأى ولا درى
- وكل تقدير بلا مقدر
- هو المحال المحض في عقل الورى
- ومن يصور صورة من عدم
- فإنه وجودها الذي يرى
- لكنها محجوبة عنه بها
- والعلم يكشف الذي تقررا
- والجاهل المغرور هذا عنده
- مستعبد ضل به فأنكرا
- ونحن نعلم التقادير التي
- قدرها الباري الذي لها يرى
- ونحن من جملتها أجمعنا
- وهو الوجود الحق ما فيه امترا
- وإنه غيب ولا تعرفه
- وعجزنا عنه لنا تحررا
- فاتبع طريقنا وقل بقولنا
- إن رمت شيخنا الكبير الأكبرا
المزيد...
العصور الأدبيه