الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> أنا كالحرف قائم بالمداد >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- أنا كالحرف قائم بالمداد
- بالوجود الحق الكريم الجواد
- يا مداد الجميع نحن حروف
- بك نبدو وأنت بالمرصاد
- ولهذا كلا نمد لنا قلت
- فأنت الممد بالإيجاد
- ما تغيرت أنت حيث ظهرنا
- عنك كم في مثنى وفي آحاد
- عدم نحن كلنا ووجود
- أنت حق باق بغير نفاد
- مطلق أنت مثل ما كنت قدما
- خارج عن مراتب الأعداد
- وقيود جميعنا نحن لكن
- قد نسبنا إليك بالإستناد
- حيث أنت الذي تقدر منا
- كل ما ما شئت من ربا ووهاد
- فظهور لنا ظهورك حقا
- وبطون لنا بطونك بادي
- جهلت أمة تقول وجدنا
- إذ لها أنت لم تكن لك هادي
- يا وجود الجميع قولي مبنيني
- على القول بالوجود المفاد
- وهو قول توهمته عقول
- عقلت أمرها خلاف المراد
- ليت شعري من يستفيد وجودا
- والذي يستفيد لا شيء عادي
- وإذا قلت ربنا يوجد المعدوم
- قلنا ذا القول محض عناد
- نحن أيضا نقول مثلك هذا
- قول حق بغير ما ترداد
- لا على الوصف بالوجود لمعدو م
- ولا قبله وجودا إرادي
- حيث قلب الحقائق الكل قالوا
- مستحيل عند العقول الجياد
- إنما قولنا بذلك قول الله
- في محكم الكتاب الجواد
- فتأمل الله نور السموات
- وجودا بياضه في المعتاد
- لقبول البياض في كل لون
- ضد أمر السواد بالانفراد
- فتنحوا يا غافلون فغير الله
- لا يرشدنكم للرشاد
- كل لون على البياض يغطي
- بانتقاص من السوى وازدياد
- وبياض السواد يعجز عنه
- كل شخص سوى إله العباد
- وهو شيب في لمة الشعر يبدو
- عبرة فافهموا كلام المنادي
- وبياضي على السواد تبدى
- فمحاه بشدة الامتداد
- فأنا النور عنده وظلام
- عندكم يا جماعة الحساد
- والذي عنده يراني نورا
- والذي عندكم يرى فيعادي
- وعليه الظلم يغلب حتى
- يقدح النار قلبه بالزناد
- إنما النار جهد فاقد نور
- فاستعدوا بواحد للمعاد
المزيد...
العصور الأدبيه