الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> هفا القلبُ عن وَصلِ هِيفِ القدودِ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- هفا القلبُ عن وَصلِ هِيفِ القدودِ
- وماءُ الصِّبا مُورِقٌ منه عُودي
- فطمتُ ولي ولعٌ بالعلى
- أُجارِي الصِّبا في مداها المديد
- وما زلْتُ وطأً فُوَيْقَ السِّماك
- إلى قطبِها ناظراً في صعود
- وما يُورِدُ الشيخَ إلاَّ الذِي
- تلوحُ شمائلهُ في الوليد
- حفظتُ الدُّمى لهوى دُمية ٍ
- ويُحفظُ للبيتِ كلّ القصيد
- ولكنْ رأيتُ العلى ضرَّة ً
- تنافرُ كلّ فتاة ٍ خرود
- فثرت وثارتْ معيْ هِمَّة ٌ
- قيامي لَها فارغٌ مِنْ قعود
- وما نَوَّمَتْ عَزْمَتِي بلدة ٌ
- تنبّهُ في الغمر عجزَ البليد
- ولا طفلة ُ العيش وهنانة ٌ
- أروجٌ بنفحة ِ مسكٍ وعودِ
- تُوَدِّعُ للبينِ كفاً بكفٍّ
- ونحراً بنحرٍ وجيداً بجيد
- ومنْ يطلب المجدَ ينزلْ إلى
- قَرا النّهد عن نَهدِ عذراء رود
- ويَرْمِ على الخوفِ عَزْماً بعَزْمٍ
- وليلاً بليلٍ وبيداً بيد
- ولله أرضي التي لم تزل
- كناس الظباء وغيل الأسود
- فمن شادن بابلي الجفون
- نفور الوصال أنيس الصدود
- يديرُ الهوى منه طرفٌ كليلٌ
- يَفُلّ ذلاقة َ طَرْفَي الحديد
- ومن قسورٍ شائكِ البرثُنينِ
- له لبدة ٌ سُردَتْ من حديد
- يصولُ بمثلِ لسانِ الشُّواظِ
- فيولِغُهُ في نجيع الوريد
- زبانية ٌ خُلقوا للحروب
- يشبّون نيرانها بالوقود
- مشاعرهم مرهفاتٌ بنين
- لهدّ الجماحم من عهد هود
- همْ المخرجون خبايا الجسوم
- إذا ضرَبُوا بخبايا الغمود
- هم المائلون على الحاقدين
- صدورَ رماحهم بالحقود
- نجومٌ مطالعها في القَنَا
- ولكنُ مغاربها في الكبود
- تخطّ الحوافرُ من جُرْدِهِمْ
- محارِيب مبثوثة ً في الصعيد
- تخرّ رؤوس العدى في الوغى
- لها سُجّدا، يا له من سجود
- وبرقٍ تألقَ إيماضه
- كخفقِ جناحِ فؤادٍ عميد
- يريك التواء قسي الرماة
- إذا ما جذين بنزع شديد
- سقى الله منه الحمى عارضاً
- يقهقه ضاحكه بالرعود
- مُكَرَّ الطرادِ، وثَغْرَ الجهادِ،
- ومُجْرَى الجيادِ، ومأوَى الطريد
- بحيث تقابل شوساً بشوس
- وغراًّ بغرٍّ وصيداً بصيدِ
- وأجسامُ أحيائهمْ في النّعيمِ
- وأرواح أمواتهم في الخلود
المزيد...
العصور الأدبيه