الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> ملاعبَ البيض بين البيض والأسلِ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- ملاعبَ البيض بين البيض والأسلِ
- تلاعبتْ بك حورُ الأعينِ النُّجلِ
- فخذْ من الرمح في حرب المها عِوضاً
- فالطعنُ بالسُّمر غير الطعن بالمقلِ
- كم للعلاقة من هيجا رأيتَ بها
- ضراغمُ الغيل قتلى من مها الكلل
- وكم غزالة ِ إنْسٍ أنْحَلتْ جسدي
- بالهجرِ حتى حكى ما رقّ من غزل
- ممشوقة ً مِلْتُ عن حِلمي إلى سَفهي
- منها بقدّ مقيمِ الحسن في المَيَل
- تصدّ بالنفس عن سلوانها بهوى
- عينٍ تكحّل فيها السحر بالكحل
- خداعة ُ الصبّ بالآمال مرسلة ٌ
- إليّ بالعضّ في التفاح والقبلِ
- وناطقُ الوجدِ مني لا يكلّمه
- منها إذا ما التقينا ساكتُ الملل
- يا هذه، وندائي دُمية ً طمعٌ
- في نطقها، من فقيد اللبِّ مختبلِ
- أرى سهامَ لحاظٍ منكَ ترشُقني
- أفي جُفونِكِ رامٍ من بني ثُعَل؟
- بل ضَعفُ طرفك في سفكِ الدماء له
- أضعافُ ما للظُّبا والنّبْلِ والأسْلِ
- إني امرؤ في ودادي ذو محافظة ٍ
- فما يرىف وفائي الخلُّ من خللِ
- وعارضٍ مدّ عرضَ الجو وانسبلتْ
- في وجنة الأرض منه أدمعُ السَّبلِ
- ثَرِّ الشّآبيب، أصواتُ الرعود به
- كأنهنّ هدير الجلّة ِ البُزلِ
- كأنَّما الأرضُ تجلو من حدائقها
- عرائساً في ضُرُوبِ الحَلْي والحلل
- أحيا الإلهُ بها التربَ المواتَ كما
- أحيا سفاقسَ يحيى بالهمام علي
- كفؤ كفى الله في الدهرِ الغشيم به
- خطباً يخاطبُ منه ألسنَ العُضَلِ
- أقرّ فيها أناساً في مواطنهم
- لمّا تنادوا لتوديعٍ ومرتحلِ
- وأثبتَ الله أمْناً في قلوبهم
- بعد التقلّب في الأحشاء من وجل
- بيُمْنِ أكبرِ لا عابٌ يُناطُ به
- يُمناه منشأ صوبَ العارضِ الهطلِ
- قومٌ تسوس رعاياه رعايتهُ
- بالرّفقِ والعدل لا بالجور والعذلِ
- من يُتْبِعُ القولَ من إحسانه عملاً
- والقولُ يورقُ والإثمار للعملِ
- له رجاجة ُ حِلمٍ عند قُدرتهِ
- أرسَى إذا طاشتِ الأحلامُ من ف
- في دولة ٍ في مقرِّ العزّ ثابتة ٍ
- تُمْلِي العلى من سجاياهُ على الدول
- أغرّ كالبدر يعلو سرجَهُ أسَدٌ
- أظفاره حُمرُ أطرافِ القنا الذبلِ
- بادي التبسم والهيجاءُ كالحة ٌ
- لا يتقي العضّ من أنيابها العصل
- ترى السلاهبَ من حوليه ساحبة ً
- ذيلَ العجاج على الأجسادِ والقلل
- من كل ذي ميعة ٍ كالبحرِ تحسبُ منْ
- أزبادِهِ سُرِدَتْ ماذيّة ُ البطلِ
- تنضو به ملة الإسلام مرهفة ً
- بضربهنّ الطلى تعلو على المللِ
- قديمة ٌ طَبَعَتْهُنّ القيونُ على
- ماضي العزائم من آبائه الأولِ
- من كلّ أبيضَ في يمناه، سلّتُهُ
- كالبرقِ، يخطفُ عُمرَ القرن بالأجل
- جداولٌ تَرِدُ الهيجا فهل وَرَدَتْ
- ماءَ الطلى عن تباريجٍ من الغُللِ
- ندبٌ تُداوي من الأقوامِ شيمتهُ،
- بالبأس والجود، داءَ الجُبْنِ والبَخَل
- مستهدَفُ الرَّبع بالقصّادِ تقصدُهُ
- في البحرِ بالفُلكِ أو في البرّ بالإبلِ
- مُنَزِّهُ النّفسِ سمحٌ ما لَهُ أمَلٌ
- إلا مكارمُ يحويها بنو الأمل
- أطاعني زمني لما اعتصمتُ به
- حتى حسبتُ زماني عاد مِنْ خولي
- وما تَيَقّنْتُ أنِّي قبل رؤيَتِهِ
- ألْقَى كرامَ البرايا منه في رجل
- يا صاحبَ الحلم والسيف الذي خمدتْ
- نارُ المنيّة فيه عن ذوي الزلل
- لو أنَّ عزمك حدٌّ في الكهَام لما
- قدّ الضرائبَ إلا وهو في الخلل
- كأنّ ذكركَ والدنيا به عبقتْ
- في البأس والجود مخلوعٌ عن المثل
- فاسلمْ لمدحكَ واقنَ العزّ ما سجعتْ
- سواجعُ الطير بالأسحار والأصلِ
المزيد...
العصور الأدبيه