الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> رَدَدْتُ الملامَ على العاذلينْ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- رَدَدْتُ الملامَ على العاذلينْ
- وحقّقتُْ شكّهُمُ باليقينْ
- وقلتُ: سيغفرُ ربّ العبادِ
- ذنوباً تُعدّ على المذنبين
- فكلّلْتُ رَوْضَ الشّبابِ الأنيق
- بروضٍ نضيرٍ وماءٍ مَعين
- وراحٍ ترى نارها في المزاج
- تصوغُ في الماء صُغرى البرين
- لياليَ تمرح في دُهْمِها
- مراحَ السوابق بالموجفين
- وداجية ٍ خلتُها كحّلتْ
- بِكُحْلِ الدجى أعينَ الناظرين
- طما بحرها فركبتُ الكؤوس
- إلى ساحلِ البحرِ منها سفين
- وتحسبُ ظلمة َ أحشائها
- تُجن من النور عنّا جنين
- كأنّ نجومَ دياجيرها
- أقاحي رياضٍ على الأفقِ غين
- كَأنَّ لها أسدا مخرجاً
- لعينيك جبهته من عرين
- وحمراءَ تنشرُ ريّا العبير
- وفي طَيّهِ فَرَجٌ للحزين
- معتَّقة ٌ شُقّ عنها الثرى
- وحيّ السرور بها في دفين
- تربّتْ مع الشمس في عمرها
- مُنَقَّلة ً في حُجُورِ السّنين
- ركضتُ بها الليلَ في نشوة ٍ
- أصلّي لها بسجودِ الجبين
- هناك ظفرتُ بلا ريبة ٍ
- بصيديَ حوراءن سَرْبِ عين
- تَنَفّسْتُ في نحرِ كافورَة ٍ
- تضمّخُ بالطيّبِ في كلّ حين
- وقَبّلْتُ خَدّا تَرى ورده
- نضيراً يُشقّ عن الياسمين
- ولما وَشَتْ بحِمَامِ الدّجَى
- حمائمُ يَنْدُبْنَهُ بالرّنين
- تَحَيَرْتُ والصّبّ ذو حيرة ٍ
- إلى أن حسبت شمالي اليمين
- وخاضَ بيَ الحُزْنُ بحرَ الدّموع
- فأرخّضتُ درّ المآقي الثمين
- وقد عجبَ الليلُ من مُغْرَمٍ
- بكى من تبَسّمِ صُبحٍ مُبين
المزيد...
العصور الأدبيه