الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> حتى متى بين اللوى فالأجرعِ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- حتى متى بين اللوى فالأجرعِ
- لَوْماً، فما أمرّه في مسمعي
- ويحكَ لو كنتَ وفياً لم تقلْ:
- ويحكَ لا تبكِ برسمٍ بلقعِ
- وهو الحمى سَقْياً لأيّامِ الحِمَى
- فإنها ولّتْ ولمّا ترجعِ
- مالك لا تبكي بكاءً بالأسى
- بين رسومٍ وبَوَالي أربعُ
- بأدمعٍ بين الجفونِ حوّمٍ
- وأدمعٍ على الخدمد وقّعِ
- وزفرة ٍ موصولة ٍ بزفرة ٍ
- تَصْعَدُ عن نارِ حشى ً مُلَذَّع
- وقفتَ في الدار بعينٍ لا تَرَى
- تغيُّرَ الربعِ وأذنٍ لا تعي
- ولوعة ٍ بالشوق غيرِ لوعتي
- وأضلعٍ في الوجد غيرِ أضلعي
- وإنَّما يبكي بكائي شجناً
- ووجعٌ يعرفُ فيه وجعي
- لو أنطقَ المربعَ وهو أخرسٌ
- تضرُّعٌ، أنطقهُ تضرعي
- ووقعة ٍ ردّتْ قيانِ وُرقهِ
- نوائحاً بالحزن يبكين معي
- كأنها وما لها من أدمعٍ
- أعارها القطرُ سجالَ أدمعي
- يا منزلاً تَنْشُرُه يدُ البُلى
- نشرَ يمانٍ خلقٍ لم يُرقعِ
- بالله خبرني أأنت رَبْعُهُمْ
- أم أنْتَ مَرْعى ً للظباءِ الرّتّع
- فقال: بل ربعُهُمُ وإنَّما
- تحمّلتْ عني شموسُ مطلعي
- أدرئة الغوط سترن ظبية
- تدير عَيْنَيْ فتنة ٍ في البُرقع
- سيفٌ وسهمٌ لحظها ولهذمٌ
- يا عجبا لفتكها المُنَوَّع
- كأنما تبسمُ إن مازحتها
- عن بَرَدٍ بين بروقٍ لُمّع
- كأُقْحوانِ روضَة ٍ يَصْقُلهُ
- مِدْوَسُ شمسٍ في النّدى المميَّع
- كأن في فيها سلافَ قهوة ٍ
- صرفٍ بماءِ ظَلْمها مُشَعْشَع
- إذا رضيع الكاس أصغى سحراً
- إلى صفيرِ الطّائِرِ المُرَجِّع
- خُصّتْ من الصوتِ بمعنى مؤيسٍ
- من لغة الوصل ولفظ مُطْمع
- ومهمهٍ متصلٍ بمهمة ٍ
- مَرْتٍ بموّاج السراب مُتْرع
- كأنَّ منشورَ المُلاء فوقه
- متى تملْ ذكاء عنها تُرفعِ
- كأنَّما جُنْدُبُه مُرَجِّعٌ
- نغمة َ شادٍ ذي لحون مسمع
- يذيب صمَّ الصخر حرٌّ لاذعٌ
- يقبضُ فيه روحَ كلّ زعزع
- لكلّ غارٍ فيها ماء، وشوى
- فيه أُوَارُ الشمس كلّ ضفدع
- لا نارَ تُذكى في الدجى لسفرهِ
- إلا بريقَ مقلة السمعمعِ
- تَعْسِلُ منه جانباه إنْ عَدا
- مثل اضطراب السمهريِّ المشرع
- يقفو راذيا جُنّحاً في السير لا
- لا تُوضَعُ عنهنّ سياطُ المُزْمع
- يصكّ منها دَأياتٍ دملت
- فهي بشمّ الأنفِ فيها ترتعي
- وذاتِ أخفافٍ سَرَتْ أربعها
- منتعلاتٍ بالرياحِ الأربع
- كأنها وللنجاة ما نجت
- منهوشة ٌ بين أفاعٍ لُسّع
- تُحْدَى بسحرِ ساهر في نِغْضَة ٍ
- شهمِ الجنانِ لوذعيّ ألمعي
- والشهبُ كالشهبِ لسبْقٍ أُرْسِلَتْ
- لمغربٍ فيه أفولُ المطلعِ
- كأنها واضعة ٌ خدودها
- لهجعة ٍ فيه وإنْ لم تَهْجَعْ
المزيد...
العصور الأدبيه