الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> تظنّ مزارَ البدرِ عنها يعزني >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- تظنّ مزارَ البدرِ عنها يعزني
- إذا غابَ لم يبعد على عين مُبصرِ
- وبينَ رحيلي والايابِ لحاجها
- من الدهر ما يُبْلِي رَتيمَة َ خنصر
- ولا بُدّ من حملي على النفس خُطّة ً
- تُعلّقُ وردي في اغترابي بمصدري
- وتطرحني بالعزم من عير فترة ٍ
- سفائنُ بيدٍ في سفائن أبحُرِ
- وما هيَ إلا النفسُ تفني حياتَهَا
- مُصَرَّفة ً في كلّ سعيٍ مُقَدَّر
- أغرَّكِ تلويحٌ بجسمي وإنَّني
- لكالسيف يعلو متنه غين جوهر
- وما هيَ إلا لفحة ٌ من هواجرٍ
- تخلّصَتْ منها كالنّضار المسجَّر
- وأنكرتِ إلمام المشيب بلمتي
- وأيّ صباحٍ في دجى غير مسفر
- وما كان ذا حذرٍ غرابُ شبيبتي
- فلمْ طار عن شخصي لشخص مُنفِّر
- وأبقتْ صروفُ الدهرِ منّي بقيّة ً
- مذكرة ً مثلَ الحسام المذكر
- وما ضعضعتني للحوادثِ نكبة ٌ
- ولا لان في أيدي الحوادث عُنصري
- وحمراءَ لم تسمحْ بها نفس بائعٍ
- لسومٍ ولم تظفرْ بها يد مشْتري
- أقامتْ مع الأحقابِ حتى كأنَّها
- خبيئة ُ كسرى أو دفينة ُ قيصر
- فلم يبقَ منها غيرُ جزءٍ كأنهُ
- تَوَهُّمُ معنى ً دقّ عن ذهن مُفكرِ
- إذا قهقه الإبريق للكأس خِلتهُ
- يرجّعُ صوتاً من عُقابٍ مُصرصرِ
- وطاف بها غمرُ الوشاح كأنما
- يقلّبُ في أجفانه طرفَ جؤذر
- قصرتُ بكلٍّ كلَّ يومٍ لهوتُهُ
- ومهما يطبْ يومٌ من العيش يقصرُ
المزيد...
العصور الأدبيه