الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ
- لا تُلقينّ عصاكَ دونَ المَطلبِ
- ما بالُ ذي النظرِ الصحيح تقلّبتْ
- في عينه الدنْيا ولم يَتَقلّبِ
- فاطوِ العجاجَ بكلّ يعمُلة ٍ لها
- عومُ السفينة ِ في سرابِ السبْسبِ
- شرّقْ لتجلو عن ضيائك ظلمة ً
- فالشمسُ يَمْرَضُ نورُها بالمغرب
- والماءُ يأجن في القرارة ِ راكداً
- فإذا عَلتكَ قذاتهُ فتسرّبِ
- طالَ التغرّبُ في بلادٍ خُصّصَتْ
- بوخامة ِ المرعى وَطَرْقِ المشرب
- فطويتُ أحشائي على الألم الّذي
- لم يشفه إلاَّ وجودُ المذهب
- إنّ الخطوبَ طَرَقْنَني في جنّة
- أخْرَجْنَنِي منها خروجَ المذنب
- من سالمَ الضعفاءَ راموا حربهُ
- فالبسْ لكلّ الناسِ شِكّة َ محْرَبِ
- كلٌّ لأشراكِ التحيّلِ ناصِبٌ
- فاخلبْ بني دنياك إن لم تغلبِ
- من كلّ مركومِ الجهالة ِ مُبْهمٍ
- فكأنَّما هوَ قطعة ٌ من غَيْهبِ
- لا يكذبُ الانسانَ رائدُ عَقلهِ
- فامْرُرْ تُمَجّ وكنْ عذوباً تُشْربِ
- ولربّ محتقرٍ تركتُ جوابَهُ
- والليثُ يأنف عن جواب الثعلب
- لا تحسبنّي في الرجال بُغاثَة ً
- إني لأقعَصُ كلّ لقوة ِ مرقبِ
- أصبحتُ مثلَ السيفِ أبلى غمدهُ
- طولُ اعتقالِ نجاده بالمنكب
- إن يعلُهُ صدأ فكمْ من صَفحة ٍ
- مصقولة ٍ للماء تحت الطُّحلبِ
- كم من قوافٍ كالشوارد صِرتُها
- عن مثلِ جَرْجرَة ِ الفنيق المُصْعَبِ
- ودقائقٍ بالفكر قد نظّمتُها
- ولو انّهُنّ لآلىء ٌ لم تُثقبِ
- وصلتْ يدي بالطبع فهو عقيدُها
- فقليلُ إجازي كثيرُ المُسْهبِ
- نفثَ البديعُ بسحره في مقوَلي
- فنَطَقْتُ بالجاديّ والمتذهّبِ
- لوْ أننا طيرٌ لقيلَ لخيرنا
- غرّدْ وقيلَ لشرّنا لا تنعبِ
- وإذا اعتقدتَ العدلَ ثم وزنتنِي
- رَجَحتْ حصاتي في القريض بكبكبِ
- إني لأغمدُ من لساني مُنْصلاً
- لو شئتُ صمّمَ وهو دامي المضرب
المزيد...
العصور الأدبيه