الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> أعليتَ بين النجم والدّبرانِ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- أعليتَ بين النجم والدّبرانِ
- قصراً بناهُ من السعادة بانِ
- فَضَحَ الخوَرنَقَ والسديرَ بحسنه
- وسما بقمّتهِ على الإيوان
- فإذا نظرتَ إلى مراتبِ مُلكهِ
- وبدتْ إليك شواهدُ البرهان
- أوْجَبَبْتَ للمنصور سابقة َ العُلَى
- وعَدَلْتَ عن كسرَى أنوشروان
- قصرٌ يقصِّرُ، وهو عير مقصِّر،
- عن وصفه في الحسن والإحسانِ
- وكأنهُ من دُرّة ٍ شفافة ٍ
- تُعْشي العيونَ بشدّة اللمعان
- لا يرتقي الراقي إلى شُرفاتِهِ
- إلا بمعراج من اللحظان
- عرّجْ بأرض الناصرية كي ترى
- شرفَ المكان وقُدرة َ الإمكانِ
- في جنَّة ٍ غَنَّاءَ فِرْدَوْسِية ٍ
- مخفوقة ٍ بالرَّوْح والرّيحان
- وتوقدتْ بالجمر من نارنجها
- فكأنما خُلقتْ من النيران
- وكأنَّهنّ كراتُ تبرٍ أحمرٍ
- جُعِلَتْ صوالجها من القضبان
- إن فاخر الأترجُّ قال له: ازدجر
- حتى تحوزَ طبائع الايمانِ
- لي نفحة ُ المحبوب حين يَشمني
- طيباً، ولونُ الصبّ حين يراني
- مني المصبَّغ حين يبسط كفّه
- فبنانُ كلّ خريدة كبناني
- والماءُ منه سبائكٌ فضيّة ٌ
- ذابتْ على درجاتِ شاذروان
- وكأنَّما سيفٌ هنام مُشَطَّبٌ
- ألْقَتْهُ يوم الحرب كفّ جبان
- كم شاخصٍ فيه يطيلُ تَعَجّباً
- من دوحَة ٍ نَبَتَتْ من العقيان
- عجباً لها تسقي الرياض ينابعاً
- نبعتْ من الثمراتِ والأغصانِ
- خصّتْ بطائرة ٍ على فَنَنٍ لها
- حَسُنَتْ فَأُفْرِدَ حُسْنُها من ثان
- قُسّ الطيورِ الخاشعاتِ بلاغة ً
- وفصاحة َ من منطقٍ وبيان
- فإذا أُتِيحَ لها الكلامَ تَكَلّمَتْ
- بخرير ماءٍ دائمِ الهملان
- وكأنَّ صانِعَها استبدّ بصنعة ٍ
- فخرَ الجمادُ بها على الحيوان
- أوفتْ على حوضٍ لها فكأنها
- منها إلى العجبِ العُجابِ رواني
- فكأنها ظنّتْ حلاوة َ مائها
- شهداً فذاقتهُ بكلّ لسان
- وزرافة ٍ في الجوْفِ من أنبوبها
- ماءٌ يريكَ الجري في الطيران
- مركوزة كالرمح حيثُ ترى له
- من طعنه الحلق انعطاف سنان
- وكأنها تَرْمي السماء ببندق
- مستنبَطٍ من لؤلؤ وحجان
- لو عاد ذاك الماءُ نفطاً أحرقت
- في الجوّ منه قميصَ كلّ عنان
- في بركة ٍ قامتْ على حافاتها
- أسدٌ تذلُّ لعزّة السلطان
- نَزَعتْ إلى ظلم النفوس نفوسها
- فلذلك انتزعت من الأبدان
- وكأن بَردَ الماءِ منها مُطفىء ٌ
- نارا مُضَرّمَة ً من العدوان
- وكأنما الحيّات من أفواهها
- يطرحن أنفسهن في الغدارن
- وكأنما الحيتان إذ لم تخشها
- أخذت من المنصور عقد أمان
- كم مجلسٍ يجري السرور مسابقاً
- منه خيولَ اللهو في ميدان
- يجول دماه على الخدود ملاحة ً
- فكأنَّهُ المحراب من غمدان
- فسماؤه في سمكها علويَّة ٌ
- وقبابهُ فَلَكيّة ُ البنيان
المزيد...
العصور الأدبيه