الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الهبل >> ألاَ خبراً عن رامة ٍ أيها الركبُ >>
قصائدالهبل
ألاَ خبراً عن رامة ٍ أيها الركبُ
الهبل
- ألاَ خبراً عن رامة ٍ أيها الركبُ
- فأني بمن قد حلها مغرمٌ صبُّ ؛
- إلى الله أشكو سقمٍ ولوعة ٍ
- ونارَ غرامٍ في ضلوعيَ لا تخبو ؛
- وأبيضَ طرفٍ لا يزالُ مسهداً
- وأحمر دمع لا يكفّ لهُ صبُّ ؛
- وقلباً أناديه وقد لجّ في الهوى ؛
- رويدكَ ما هذي الصبابة ُ يا قلبُ
- تذكرتُ عيشاً مرَّ في شعب عامرٍ
- وسفح النقا يا حبذا السفح والشعبُ
- وأفديه سرباً بالعتيقِ ألفتهُ
- فأي غزال ضمها ذلك السربُ
- وأفدي التي أجرتْ دماً من محاجري
- بأسياف لحظٍ لا تكلّ ولا تنبو ؛
- ويطمعني بالوصل لينُ قوامها
- وألحاظها في كلّ قلبٍ لها حربُ ؛
- وتفعلُ وهي الفاترات جفونها
- بقلبي ما لا يفعل الصارم العضبُ
- إذا ما تقاضيتُ الوصالَ تمنعتْ ؛
- وقالتْ مرامٌ دونه الطعنُ والضربُ
- فقلت لها أحرقتِ بالصدَّ مهجتي
- واسقمتني ؛ قالتْ نعمْ هكذا الحبُّ
- وعاودتها ذكرَ الوصالِ فأعرضتْ
- ومالت بقدًّ دونه الغصنُ الرطبُ ؛
- وما علمتْ أني بغيرِ عيونها
- وغير المعالي لا أهيمُ ولا أصبو ؛
- وأني من قومٍ كرامٍ أعزة ٍ
- ذخائرهم في صونِ أعراضهم نهبُ
- أرى الجودَ فرضاً والتواضع رفعة ً
- وكسبَ العلى فخراً ؛ ويا حبذا الكسبُ ؛
- واخفضُ عن فضلٍ جناحي لصحبتي
- وأصفحُ عن ذنبٍ كأن لم يكن ذنبُ ؛
- فودي لهمْ صافٍ وخلقي لهم رضى ً
- وكفي لهم بحرٌ وصدري لهم رحبُ ؛
- وإني ذو مجدٍ أثيلٍ ومحتد أصيلٍ
- وفخرٍ دونه الأنجم الشهبُ
- إذا الحرب يوماً ضرستْ كلَّ ضيغم
- برزتُ لها حتى تهابني الحربُ ؛
- وإنْ رتبُ العليا فخزنَ بماجدٍ
- فحسبُ العلى فخراً بأني لها ربُّ ؛
- وإن قال فيّ الحاسدون مقالة ً ؛
- فما ضرَّ بدرَ التمّ أن ينبحَ الكلبُ
- صبرتُ على صرف الزمان وقد نضا
- لحربي سيقاً لا يفلّ له غربُ
المزيد...
العصور الأدبيه