الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن عبد ربه >> هو الفتحُ منظوماً على إثرِهِ الفتحُ >>
قصائدابن عبد ربه
هو الفتحُ منظوماً على إثرِهِ الفتحُ
ابن عبد ربه
- هو الفتحُ منظوماً على إثرِهِ الفتحُ
- وما فيهما عهدٌ ولا فيهما صلحُ
- سوى أنَّ صفحاً كانَ من بعدِ قدرة ٍ
- وأحسنُ مقرونٍِ إلى قدرة ٍ صفحُ
- سلِِ السيفَ والرمحَ الردينيَّ عنهما
- فتسمعُ ما ينبي به السيفُ والرمحُ
- لقد شفعت يومَ العروبة ِ عندها
- بعيدٍ لنا فيهِ السلامة ُ والنجحُ
- ذبائحُ راحتْ يومَ عيدِ لحومها
- وما ازدَانَ عيدٌ لا يكونُ بهِ ذبحُ
- قريناهمُ سجلاًَ من الحربِ مرة ًَ
- عشراً ركيكاً ليس في طعمهِ ملحُ
- ومُقْرَبة ٍ يشقرُّ في النَّقْعِ كمْتُها
- وتخضرُّ حيناً كلما بلها الرشحُ
- تَراهنَّ في نَضْحِ الدماءِ كأنَّما
- كساها عقيقاً أحمراً ذلكَ النضحُ
- تطيرُ بلا ريشٍ إلى كلِّ صَيحة ٍ
- وتَسبحُ في البرِّ الذي مابهِ سَبْحُ
- عليها منَ الأبطالِ كلُّ مُمارسٍ
- يرى أنَ جدَّ الحربِ من بأسهِ مزحُ
- يَعدَّونه الأعداءُ كرباً عليهمُ
- على أنه طَلقٌ لنا وجهُهُ سَمْحُ
- وكانَ ابنُ حفصونٍِ يعدُ جيادهُ
- سراحينَ قبلَ اليومِ فهي لنا سرحُ
- نَجا مُستكنَاً تحتَ جُنحٍ منَ الدُّجَى
- وليسَ يؤدِّي شكرَ ما أنعمَ الجُنْحُ
- دعتهُ منى كانت عليهِ منَّية
- فترحاً لهُ منها وقلَّ لهُ التَّرحُ
- تسربلَ ثوبَ الليلِ خامسَ خمسة ٍ
- فكلُّهم في كلِّ جارحة ٍ جُرحُ
- يَودُّونَ أنَّ الصبحَ ليلٌ عليهمُ
- ونحنُ نودُّ الليلَ لو أَنَّه صُبْحُ
- أقادِحَ نارٍ كانَ طعمَ وقودِها
- بعينيكَ فانظرْ ماأضاءَ لكَ القَدْحُ
- مَحا السيفُ ما زخرفتَ أولَ وَهْلة ٍ
- ودونَكَ فانظرْ بعد ذلك ما يَمْحو
- فكم شاربٍ منكمْ صحا بعدَ سُكرهِ
- وما كانَ لولا السيفُ من سُكرهِ يَصْحو
- كأنَّ بلايا والخنازيرُ حولها
- مقطَّعة الأوصالِ أنيابُها كُلحُ
- ديارُ الذينَ كذَّبوا رُسْلَ ربِّهم
- فلاقَوا عذاباً كان موعدَه الصُّبحُ
- فلو نطقَ السَّفحُ الذي قُتلوا بهِ
- إذنْ لبكى من نَتْنِ قتلاهُمُ السَّفحُ
- دماءٌ شفتْ منها الرماحُ غليلَها
- فودَّ قضيبُ البانِ لو أنَّه رمحُ
- وللهِ ما أزكى تجارة َ صفقة ٍ
- يكونُ لهمْ خُسرانُها ولنا الرِّبحُ!
- أقَمنا عليها اللهوَ في يومِ عيدهمْ
- فكم لهم فِصحاً بهِ قُطعَ الفصحُ
- ألا تعستْ تلكَ الوجوهُ وقبِّحتْ
- فما خُلقا إلا لها التعسُ والقبحُ
- فيا وقعة ً أنستْ وقيعة َ راهطٍ
- ويا عزمة ً من دونها البطنُ والنَّطحُ
- ويا ليلة ً أبقتْ لنا العزَّ دهرَنا
- وذُلاًّ على الأعداءِ جَلَّ بِه التَّرحُ
- بدولة ِ عبدِ اللهِ ذي العزِّ والتُّقَى
- يحبَّرُ في أدنَى مقاماتهِ المدحُ
المزيد...
العصور الأدبيه