الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن عبد ربه >> قصدَ المنونُ لهُ فماتَ فقيدا >>
قصائدابن عبد ربه
قصدَ المنونُ لهُ فماتَ فقيدا
ابن عبد ربه
- قصدَ المنونُ لهُ فماتَ فقيدا
- ومضى على صوفِ الخطوبِ حميدا
- بأبي وأمي هالكاً أفردتهُ
- قَدْ كَانَ في كُلِّ العُلومِ فَريدا
- سودُ المقابر أصبحتْ بيضا بهِ
- وَغَدَتْ لَهُ بِيضُ الضَّمائِرِ سُودا
- لم نُرْزَهُ لما رُزِينَا وَحْدَهُ
- وَإِنْ اسْتَقَلَّ بِهِ المَنُونُ وَحِيدا
- لكنْ رُزينا القاسِمَ بن محمدٍ
- في فضلهِ والأسودَ بنَ يزيدا
- وَابْنَ المُبَارَكِ في الرقائِقِ مُخْبِراً
- وَابْنَ المُسَيَّبِ في الحديْثِ سَعيدا
- والأخفشينِ فصاحة ً وبلاغة ً
- والأعشَيينِ رواية ً ونشيدا
- كانَ الوصِيَّ إذا أرَدْتُ وَصِيَّة ً
- والمستفادَ إذا طلبتُ مفيدا
- وَلَّى حَفيظاً في الأَذمَّة ِ حَافِظاً
- ومضى ودوداً في الوَرى مودودا
- ما كانَ مثلي في الرَّزيَّة ِ والداً
- ظفرتْ يداه بمثلهِ مولودا
- حتَّى إذا بذَّ السوابقَ في العُلا
- وَالعِلْمِ ضُمِّنَ شِلْوُهُ مَلْحُودا
- يا مَنْ يُفَنِّدُ في البُكاءِ مُوَلَّهاً
- ما كانَ يَسْمَعُ في البُكا تَفْنيدا
- تأبى القلوبُ المستكينة ُ للأسى
- منْ أنْ تكونَ حجارة ً وحديدا
- إنَّ الذي بادَ السرورُ بموتهِ
- ما كانَ حزني بعدهُ لِيَبيدا
- الآنَ لمَّا أنْ حويتَ مآثراً
- أَعْيَتْ عَدُوّاً في الوَرَى وحَسُودَا
- ورأيتُ فيكَ منَ الصَّلاحِ شمائلاً
- ومنَ السَّماحِ دلائِلاً وشُهودا
- أَبْكِي عَلَيْكَ إذا الحمامَة ُ طَرَّبَتْ
- وَجْهَ الصَّباحِ وَغَرَّدَتْ تَغْريدا
- لولا الحياءُ وأنْ أُزَنَّ ببدعة ٍ
- مِمَّا يُعَدِّدُهُ الوَرَى تَعْديدا
- لَجَعَلْتَ يَوْمَكَ في المَنائحِ مَأتَماً
- وَجَعَلْتُ يَوْمَكَ في المَوَالِدِ عِيدا
المزيد...
العصور الأدبيه