الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> سقى زمناً ببابلَ عقربيُّ >>
قصائدمهيار الديلمي
- سقى زمناً ببابلَ عقربيُّ
- مليٌّ بالّذي يروي ويرضي
- عنيفُ السَّيرِ أوطفُ مستمرٌ
- على غلواءِ ما يقضي ويمضي
- يزورُ الأرضَ بعدَ جفائهِ في
- قضيضٍ منْ زماجرهِ وقضِّ
- سقى فجرى فأسمنَ كلَّ ضاوٍ
- يمرُّ بهِ ورفَّعَ كلَّ خفضِ
- فمنْ ملانَ بعدَ الغيضِ ضاغنْ
- ومنْ ريَّانَ بعدَ اليبسِ غضِّ
- وكرَّمَ أسرة ً كانوا إذا ما ان
- تجعتْ زلاليَ الصَّافي وحمضي
- همْ حملوا وسوقُ الدَّهرِ عنِّي
- وهمْ نشطوا عرى نسعي وغرضي
- أضاءوا مذهبي فسرحتُ طرفي
- وسيعاً بعدَ إطراقي وغضّي
- وقاموا بينَ أيَّامي وبيني
- فلمْ تقتلْ ولا راعتْ بنبضِ
- حموا وجهي ولمْ أسالْ سواهمْ
- وأعطوا كلَّ نافلة ٍ وفرضِ
- فأصبحُ فيهمُ وأروحُ عنهمُ
- إلى وفرينِ منْ مالي وعرضي
- فهل منْ حاملٍ شوقي إليهمْ
- على ما فيهِ منْ ألمٍ ومضِّ
- فحاملهُ فموصلهُ إليهمْ
- على بزلاءَ ينحلها وينضي
- يؤمُّ الزابيينَ بها ويعلو
- قويقاً بينَ تقريبٍ وركضِ
- فيسمعَ ثمَّ سامعة ٍ كراما
- أيامى العيشِ بعدهمُ ويفضي
- وإنِّي مذ نأتْ دنيايَ عنهمُ
- منْ الدُّنيا على هجرٍ ورفضِ
- أقضِّي ما أغالطُ منْ زماني
- بلوعاتٍ تكادُ عليَّ تقضي
- فكمْ أحيا وفي بغدادَ بعضي
- على مرضي وفي تكريتً بعضي
- ومسبوقينَ في طرقِ المعالي
- وإنْ زجروا بحثٍّ أوْ بحضِّ
- أصاحبهمْ فيمسي الودُّ منهمْ
- على زلقٍ منَ الشَّحناءِ دحضِ
- وأبرمُ فيهمُ مدحاً متاناً
- فتلقاها وعايبهمْ بنقضِ
- ولو حامى كمالُ الملكُ عنِّي
- رعيتُ الخصبَ في دعة ٍ وخفضِ
- إذاً لأعادَ سلسالا نميراً
- على عاداتهِ ثمدي وبرضي
- فدتكَ أبا المعالي كلَّ كفٍّ
- تقصِّرُ عنكَ في بسطٍ وقبضِ
- وكلُّ مدنَّس الأبِ لا بحتٍّ
- يميطُ العارَ عنهُ ولا برحضِ
- دعيٌّ في الفضائلِ كلِّ يومٍ
- لهُ نسبٌ يجيءُ بهِ ويمضي
- نأى بكَ جمرة ً بالغيظِ تسري
- إلى سوداءِ مهجتهِ وتفضي
- كرمتَ ففي عطايا الغيثِ شوبٌ
- وماءُ يديكَ منْ صافٍ ومحضِ
- ويعطي النَّاسُ منْ جدة ٍ وتعطى
- عطاءَ الحمدِ منْ دينٍ وقرضِ
- وتخجلكَ المواهبُ وهي كثرٌ
- كأنَّكَ مسخطٌ ونداكَ مرضي
- قضى اللهُ الكمالَ فكنتَ شخصاً
- لصورتهِ وخلقُ النّاسِ يقضي
- شريتكَ بالبريّة ِ بعدَ قطعي
- طريقَ الإختيارِ بهمْ ونفضي
- ورعتُ بكَ النَّوائبَ وهي فوقي
- وتحتي بينَ حائمة ٍ وربضِ
- فقدْ أسلمتني بنواكَ حتّى
- نسلنَ قوادمي وبرينَ نحضي
- فها أنا بينَ حاجاتي وشوقي
- لفتٍّ منْ مخالبها ورضِّ
- أزمُّ إليكمُ قلبي وعيني
- بآية ٍ فيكمُ جذلي وغمضي
- أسادتنا كمِ الإبطاءُ عنكمُ
- وصبركمُ على الهجرِ الممضِّ
- ألمَّا يأتكمْ وقتكمُِ المسمى
- ألمَّا يأنِ زبدكمُ بمخضِ
- فكمء سخطًٍ على الدُّنيا وصدٍّ
- عنِ الدَّولاتِ وهي على التَّرضي
- حديثكمُ يبرِّحُ بالمعالي
- فنهضاً إنَّها أيَّامَ نهض
- أراها أينعتْ ودنا جناها
- وأذعنَ ختمها لكمُ بفضِّ
- عسى أقذي بقربكمُ عيونا
- حسدنّ عليَّ منْ حزنٍ وبرضِ
- ويبردُ منْ أعاديكمْ وشيكاً
- زفيرَ جوانحَ بالهمِّ رمضِ
- وبعدُ فما لكمْ أغفلتموني
- وأخلبَ بارقٌ منْ بعدِ ومضِ
- أظنا انَّني عنكمُ غنيٌّ
- بحليِّ أو بتطوافي وركضي
- معاذَ اللهِ والعهدِ المراعى
- ولو أنضيتُ تامكتي ونقضي
- وتعويلي من النيروزِ وفدا
- على متنجِّزٍ لي ومستنضِّ
- فلا تتوهوا لي خصبَ مرعى
- إذا قعدتْ سماؤكمُ بأرضي
المزيد...
العصور الأدبيه