الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أشاقكَ منْ حسناءُ وهنا طروقها >>
قصائدمهيار الديلمي
أشاقكَ منْ حسناءُ وهنا طروقها
مهيار الديلمي
- أشاقكَ منْ حسناءُ وهنا طروقها
- نعمْ كلُّ حاجاتِ النفّوسَ يشوقها
- سرتْ أممٌ والارضُ شحطٌ مزارها
- كثيرٌ عواديها قليلٌ رفيقها
- تخفّى وما إنْ يكتمُ اللّيلُ بدرهُ
- وهلْ فارة ٌ فضّتْ بخافٍ فتيقها
- لعمر الكرى ماشاءَما شبّهَ الكرى
- هلالٌ محيّاها وصبهاءُ ريقها
- يمثّلُ حسناءُ الخيالُ لمغرمٍ
- حبيبٍ إليهِ زورها وحقيقها
- حلفتُ لواشيها ليزدادَ غيظهُ
- عليُّ وخيرُ المقسمينَ صدوقها
- لئنْ ضرّني بالهجرِ أنّي أسيرها
- لما سرّني بالغدرُ أنّي طليقها
- ارى كبدي للشوقِ أنّي تنسَّمتْ
- رياحُ النّعامي عضُّها ووريقها
- فريقينِ عند الحاجبيّة باللّوى
- فريقٌ وعندي بالعراقِ فريقها
- وأتبعْ ذكراها إذا اعترضَ اسمها
- وإنْ فترتْ أحشاؤها لي وموقها
- شرارة ُ قلبٍ ليسَ يخفى حريقهُ
- وزحمة َ عينَ ليسَ يطفو غريقها
- وكمْ مسحتْ يوماً على السّبقْ غرَّتي
- وقدْ عزَّ حلباتُ الوفاءِ سبوقها
- عذيري منْ قلبٍ صحيحٍ الوفة ٍ
- وإخوانِ علاّتٍ كثيرٍ خروقها
- ودنيا خداعٍ كالقذاة ِ بمقلتي
- وإنْ ملأتها منْ جمالٍ يروقها
- متى كنتُ في شرطِ الامانيَّ عبدها
- فإنّي على شرطِ العفافِ عتيقها
- وأعلمُ منها أينَ تمطرُ سحبها
- فلا تخدعنّي بالخلابِ بروقها
- وعاذلة ٍ قالت رمُ الحظَّ تلقهُ
- وما كلّ طلاّبِ الحظوظِ لحوقها
- قضتْ عادة ُ الأيّامِ أنَّ صريحها
- قليلٌ إذا درّتْ وعزَّ مذيقها
- فناشطها في غالبِ الامرِ مجذبٌ
- خميصٌ ويرعاها بطيناً ربيقها
- أفي هذه الأشباحُ أهلٌ لمطلبٌ
- عفيفٌ أبتْ أخلاقها وفسوقها
- رعى اللهُ آمالاً إليهمْ بعثتها
- ضياعاً كأنّي في الفراتِ أريقها
- إذا كانَ سعدٌ وهو أكرمُ منْ مشتْ
- بهِ ولهُ ايدي الركابُ وسوقها
- نبا وقسا على القوافي فؤادهِ
- فمنْ بعدهُ حنّانها وشفيقها
- لمنْ تبضعْ الأشعارَ يرجى نفاقها
- إذا كسدتْ يا سعدُ عندكَ سوقها
- إذا أقصيتْ في العربِ يوماً وأهملتْ
- ففي العجمِ ترعى ليتَ شعري حقوقها
- لئنْ كنتَ نشئاً أو لسانا عدوِّها
- فإنّكَ علماً وانتساباً صديقها
- ألستَ الّذي عزّتْ عليهِ قصائدي
- كما قيلَ حتّى ليسَ شيئٌ يفوقها
- وأعطيتني عذراءَ نعمي هنيئة ٍ
- متى كتمتْ فاشهدْ بأنّي سروقها
- إلى أنْ توّهمتْاللّيالي قدْ ارعوتْ
- لترفعَ منْ جدواكَ عندي فتوقها
- وقلتُ أمانٍ قدْ اقرتْ نوارها
- بهِ ودنتْ منْ مجتناي سحوقها
- بسعدٍ هوتْ عنقاؤها فتحكّمي
- مرادكِ يا نفسي وباضَ أنوقها
- ولمْ يك في غيرِ باعثِ نعمة ٍ
- لعاقلها بالشكرِ منْ لا يموقها
- منَ الشّعراءُ القائمونَ مقاومي
- لديكَ ومنْ ذا إنْ سكتُّ نطوقها
- مجالسُ تخلي لي بحقٍّ صدورها
- وأرضٌ يخلّي لي بسيفٍ طريقها
- وأنتَ وإنْ هجتنا العامَ شاهدٌ
- لها كيفَ ياتي حلوها ورشيقها
- وكمْ طربٍ لي وهو ينشدُ نفسهُ
- إلى الحولَ يصبو نحوها ويتوقها
- يكادُ بما تحلو تصفو لسمعهِ
- ينصُّ لساناً نحوها يستذيقها
- عدوُّكَ مثلي يومَ آبتْ خفائفاً
- قلاصُ المطايا منْ رسومي ونوقها
- مددتُ لهُ كفّي فلمّا ثنيتها
- على اليأسِ وماإنْ كدت ردّاً أطيقها
- فيا خجلة ً في خيبة ِ فاضِ ورسها
- حياءً بما غابتْ وغاضَ خلوقها
- ويا طرفة ً في مقلة ٍ ذابَ لو جرى
- على الخدِّ خلطاً درّها وعقيقها
- سأخطو إليكَ الحادثاتِ ولو غدتْ
- تلوحُ سيوفاً لمْ يرعني بريقها
- واهجرُ ارضاً اسلمتني وهادها
- عساهُ بقربي منكَ يعصمُ نيقها
- سيوسعها لي حسنُ رأيكِ آجلاً
- فلا يحرجنّي منكَ ضيقها
المزيد...
العصور الأدبيه