الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أرى طرفها أنّ الخضابين واحدُ >>
قصائدمهيار الديلمي
أرى طرفها أنّ الخضابين واحدُ
مهيار الديلمي
- أرى طرفها أنّ الخضابين واحدُ
- و لكنه ما بهرجَ الشيبَ ناقدُ
- ضلالة ُ حبًّ غادرتني مزورا
- عذاري وإني لو أفقتُ لراشدُ
- يقولون عمرُ الشيبِ أطولُ بالفتى
- و ما سرني أني مع الشيبِ خالدُ
- أماضٍ فغدارٌ زمانٌ أباحني
- حريمَ الهوى أم حافظٌ لي فعائدُ
- و دارينِ من عالي الصراة ِ سقتها ال
- بوارقُ ربعيَّ الهوى والرواعدُ
- ألفتهما والعيشُ أبيضُ ضاحكٌ
- بربعهما والظلُّ أخضرُ باردُ
- و ندمانُ صبحي صاحبٌ متسمحٌ
- معي وضجيعُ الليل إلفٌ مساعدُ
- و أخرسُ مما سنت الفرسُ ناطقٌ
- يهبُّ رياحا روحه وهو راكدُ
- على صدره بالطول سبعٌ ضعائفٌ
- تدبرها بالعرضِ سبعٌ شدائدُ
- و خمسٌ سكونٌ تحت خمسٍ حواركٍ
- تمدُّ ثلاثاً يمتطيهنَّ واحدُ
- يشردُ من حلم الفتى وهو حازمٌ
- فيرجعُ عنه فاسقا وهو عابدُ
- و قوراءُ ماءُ الكرم أحمرُ ذائبٌ
- عليها وماء التبر أصفرُ جامدُ
- تمثلُّ بهرامَ الكواكبِ قائما
- بها حيثُ بهرامُ الأكاسر قاعدُ
- أميرانِ يخفي قائمَ السيفِ قابضٌ
- عليه ويبدي درة َ التاج عاقدُ
- تبينُ وحباتُ المزاج نوازلٌ
- و تخفي وحبات الحبابِ صواعدُ
- مصالحُ عيشٍ والفتى من خلالها
- إذا لاحظ الأعقابَ فهي مفاسدُ
- و دنيا لسانُ الذمّ فيها محكمٌ
- و لكنها عند الحسين محامدُ
- اليكم بني الحاجاتِ إنيَ رائدٌ
- ليحبسَ جارٍ أو ليبركَ واخدُ
- أبٌ بكمُ برٌّ وأنتم معقة ٌ
- أخٌ لكمُ دنياً وأنتم أباعدُ
- حبيبٌ إليه ما غنمتم كأنه
- إذا جادَ مرفودٌ بما هو رافدُ
- أناة ُ ومن تحت القطوبِ تبسمٌ
- أواناً وفي عقب الأناة ِ مكايدُ
- محاسنُ لا ينفكّ ينشرُ حامدٌ
- لها بعضَ ما بطوي على الغلَّ حاسدُ
- و لما جلاك الملكُ في ثوب جسمه
- تراءت على قدر العروس المجاسدُ
- أثبتُ بها عذراء ما افتضَّ مثلها
- سوى ربها ما كلُّ عذراءَ ناهدُ
- بهائية تعزي لأشرفِ نسبة ٍ
- لتيأس منها كلُّ نفسٍ تراودُ
- لها أرجٌ للعز باقٍ وإنها
- على عزّ من تهدى إليه لشاهدُ
- على منكب الفخر استقرت ولم تكن
- تلاقيك لو لم تدرِ أنك ماجدُ
- أبانَ بها ما عنده لك إنما
- تحلى لإكرام السيوف المغامدُ
- فزاد بهاءَ الدولة ِ اللهُ بسطة ً
- على أيّ علقٍ منك أضحى يزايدُ
- لئن كان سيفا مرهفَ الحدّ إنه
- ليعلمُ علمَ الحقّ أنك ساعدُ
- أتانيَ ليلا قرَّ عينا مبشري
- فأيقظن وهنا وإني لراقدُ
- قمتُ فكفٌّ يشكر الدهرَ كاتبٌ
- ثناك وخدٌّ يشكر اللهَ ساجدُ
- و ناديتُ فانثالتْ معانٍ كأنّ ما
- تنظمه منها القوافي فرائدُ
- و تنقدن لي ما سرنَ ظهرَ مدائحي
- إليك وهنَّ عن سواك حوائدُ
- و ما كنّ مع طول القيام صواديا
- ليسرحنَ إلا حيث تصفو المواردُ
- و لست كمن يعطي الأسامي نوالهُ
- إذا جاد تقليدا وتلغى القصائدُ
- و ما الشعرُ إلا ما أقامت بيوته
- و سارت فأضحى قاطنا وهو شاردُ
- و ما هو إلا في رقابٍ إذا فشا
- به الحفظُ أغلالٌ وأخرى قلائدُ
المزيد...
العصور الأدبيه