الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يدل الجزؤ من مضمون كوني >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- يدل الجزؤ من مضمون كوني
- على ما دلَّ كلّي من وجودهْ
- فيشهدني وأشهده بنفسي
- فأفنى عن وجودي من شهودهْ
- ولولا أن يقال صبا لأمر
- لقلتُ صدورنا منْ عينِ جودهْ
- يراهُ العارفُ الخريتُ ليلاً
- بأجواز المفازة ِ عين بيذه
- يراه النائمُ اليقظانُ كشفاً
- كرؤية ذي التهجد في هجوده
- يراه الحائرونَ بلا دليلٍ
- كرؤية ذي المقاصد في قصوده
- يراهُ ناظمُ المرجانِ فيهِ
- من أسماءٍ لهُ سلكاً بجيدهْ
- يراهُ ناظمُ الألفاظِ بيتاً
- هوَ الروحُ المؤيدُ في قصيدهْ
- يراه ناظم الأحجار عقدا
- وذاك العقد من اسنى عقوده
- قرأت بعقده أجيادَ دهرٍ
- بهِ أخذَ الشهادة َ في عقودِهْ
- له التسبيحُ والفرقان فيه
- يميزه ركوعك مع سجودِه
- وحاذرْ أنْ تمازجَ بين ربٍّ
- وبين من اصطفاهم من عبيده
- يراهُ مطلقاً من كانَ أعمى
- كرؤية ذي البصيرة في قيوده
- فذاك الفيلسوف بغير حدٍّ
- وهذا الأشعريُّ على حدودِهْ
- وكلهمُ رهينُ الحبسِ فيهِ
- بجعلِ العقلِ ذلك من صيوده
- على الإنصافِ آمنهُمْ شخيصٌ
- طليقٌ ليسَ يرسفُ في قيودِهْ
- وهمْ أجنادُه وظهورُ ملكٍ
- مطاعٍ إنَّما هوَ منْ جنودِهْ
- بذا سعدوا وحازوا الأمنَ منهُ
- وإنْ تعبوا المآلُ إلى سعودِهْ
- لذا سبقتْ إلى الغايات رحمتيّ
- وحازتْها بمنزلتي سعودِهْ
- فحلتِ في الجنانِ وفي جحيمٍ
- وإن كانا لنا داري خلوده
- فاخبئه ليستر في جحيمٍ
- من الآلام أنسى من جحوده
- فلوْ لزموا الحقائقَ لمْ يكونوا
- كمنكرٍ ما رآه لذي ورودِهْ
- تجلّى للبصائر من بعيد
- تجليه كمن هو في وريده
- وأطلعه على ما كان منه
- من الشكر العميم على مزيده
- تراه عند وصل العين منه
- بذاكَ مثلَ فصلكَ في شرودِهْ
- فلا تطلب منَ الرحمنِ عهداً
- فيسألكَ المهيمنُ عن عهودِهْ
- وسالمهُ تكنْ عبداً سؤوماً
- وتظفرْ بالزيادة ِ في شهودِهْ
المزيد...
العصور الأدبيه