الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا الوجودُ ومن به يتجمل >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- هذا الوجودُ ومن به يتجمل
- إنَّ الحديثَ كما يقولُ الأولُ
- دلَّ الدليلُ على حدوثِ واقعٍ
- عن محدث هو بالدلالة أكمل
- إذ كان والأشياء لم يك عينها
- فحدوثُها فرق جليٌّ فيصل
- عندَ الذي سبرَ الدليلَ بفكرهِ
- لكنْ متى في مثلِ ذا لا يعقلُ
- إنَّ الزمانَ منَ الحوادثِ عينهُ
- ومتى محالٌ في الزمانِ فأجملوا
- لوْ يعلمونَ كما علمتَ مكانهُ
- ما كنت عنه بمثل هذا تسأل
- لحدوثنا إذْ لمْ نكنْ وظهورنا
- في عيننا وكذا المكان ففصلوا
- لوْ أنَّ رسطاليسُ يسمعُ قولنا
- ورجاله نظراً عليه عوَّلوا
- أنصفت في التحقيق مذ بينت ما
- دلُّوا عليه بالدليل وأصّلوا
- والأشعريُّ يقولُ مثلَ مقالتي
- وإنْ أنصفوا وكذا الرجالُ الأولُ
- والله ما زلتْ بهم أقدامُهم
- لكنْ لفهمِ السامعينَ تزلزلوا
- قد فرَّقوا بين الوجوبِ لذاته
- ولغيره فافهم لعلك تعقل
- هذا هوَ الإمكانُ عندَ جميعهمْ
- فعن الحقيقة عندنا لم يعدِلوا
- لكنهم ما أنصفوا إذ نوظروا
- في البحثِ بالسرِّ الذي لا يجهلُ
- لو أنهم سبروا أدلة عقلهم
- وتوغلوا في قولهم وتأمّلوا
- رأوا اتساعَ الحقِّ منْ إنصافهمْ
- وقبولهُ للقولِ فيهِ فأقبلوا
- إخوان صدقٍ لا عداوة َ بينهم
- فلهُ العلوُّ نزاهة ً والأسفلُ
- الله أوسع أنْ يقيده لنا
- عقدٌ فكلُّ عقيدة ٍ لا تبطلُ
- لكنْ لها وجهٌ إليهِ محققٌ
- يدري به الحبرُ اللبيبُ الأكمل
- جاء المحققُ في التجلي بالذي
- وقعَ النكيرُ بهِ وما هوَ أنزلُ
- فلهُ التجلي في العقائدِ كلها
- وأتى بذاكَ تبدُّلٌ وتحوُّلُ
- لوْ لمْ يكنْ هذا تقيدٌ وانتفى
- إطلاقه عنه لضاق المنزل
- تدري الخلائقُ في الشعورِ نزولهُ
- يومَ القيامة ِ وهوَ يومٌ أهولُ
- عمت سعادته الخلائق كلهم
- جاء الرسولُ به ونص المرسل
- وسعَ المهيمنُ كلَّ شيءٍ رحمة ً
- فاعلمْ فليسَ على المكانِ معولُ
- إنَّ الإلهَ حكى لنا ما قالهُ
- أهلُ العدالة ِ والصدورُ العدَّلُ
- وهم الدعاة ُ لنا وقد نطقوا بما
- جاء الكتابُ به إلينا المنزل
- فينا منَ التجريحِ وهوَ حقيقة ٌ
- من غيرة قامت بهم لا تجهل
- لله قاموا غيرة لم يقصدوا
- رداً عليهِ لمَّا رأوهُ فأولوا
المزيد...
العصور الأدبيه