الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مَرضِى منْ مريضة ِ الأجفانِ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- مَرضِى منْ مريضة ِ الأجفانِ
- علِّلاني بذِكْرِهَا عَلِّلاَني
- هَفَتِ الوُرقُ بالرّياضِ وناحَتْ،
- شجوُ هذا الحمامِ مما شجاني
- بِأبي طَفْلَة ٌ لَعُوبٌ تَهَادَى
- من بناتِ الخدورِ بين الغَواني
- طلعتْ في الخيامِ شمساً، فلمَّا
- أفلتْ أشرقتْ بأفقِ جناني
- يا طُلولاً برامة ٍ دارساتٍ،
- كم رأتْ من كواعبٍ وحِسانِ
- بأبي ثمَّ بي غزالٌ ربيبٌ
- يَرْتَعِي بينَ أضلُعي في أمَانِ
- مَا عليه مِنْ نارِها، فهْو نُورٌ،
- هكذا النورُ مُخمِدُ النِّيرانِ
- يا خَلِيلَيّ عَرّجَا بعِناني،
- لأرى رسمَ دارِها بعِياني
- فإذا ما بلغتُما الدارَ حُطّا،
- وبها صاحبايَ فليبكياني
- وقِفا بي على الطّلولِ قليلاً،
- نتباكى ، بلْ أبكي ممَّا دهاني
- الهَوَى راشقي بغَيرِ سِهَامٍ،
- الهَوَى قاتلي بغَيْرِ سِنَانِ
- عَرّفاني إذا بَكَيْتُ لدَيْهَا،
- تُسْعِداني على البُكا تُسْعِدَاني
- واذكرا لي حديثَ هندٍ ولبنى
- وسليمى وزينبٍ وعِنانِ
- ثمّ زِيدا من حاجرٍ وَزَرُودٍ
- خبراً عنْ مراتعِ الغِزلانِ
- واندباني بشعرِ قيسٍ وليلى ،
- وبمَيٍّ، والمُبْتَلَى غَيلانِ
- طالَ شَوْقي لِطَفْلَة ٍ ذاتِ نَثْرٍ
- ونِظامٍ ومِنْبَرٍ وَبَيانِ
- من بناتِ الملوك من دارِ فرسٍ،
- من أجلّ البلادِ من أصْبَهَانِ
- هيَ بنتُ العِرَاقِ بنتُ إمامي،
- وأنا ضِدّها سَلِيلُ يماني
- هلْ رأيتمْ، يا سادتي، أو سمعتمْ
- أنّ ضِدّينِ قَطُّ يَجتمِعَانِ
- لو تَرَانَا برامة ٍ نَتَعَاطَى
- أكؤساً للهوى بغيرِ بنانِ
- والهوى بيننا يسوقُ حديثاً
- طيباً مطرباً بغيرِ لسانِ
- لرأيتم ما يذهبُ العقلُ فيهِ
- يمنٌ والعراقُ معتنقانِ
- كذبَ الشاعرُ الذي قال قبلي،
- وبأحجارِ عقلهِ قدْ رماني
- أيها المُنكِحُ الثريّا سُهيلاً!
- عَمرَكَ الله كيْفَ يَلْتقِيَانِ
- هيَ شاميَّة ُ، إذا ما استقلتْ
- وسُهَيْلٌ، إذا استهَلّ يَمَانِي
المزيد...
العصور الأدبيه