الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سأصرفُ عن آياتٍ كلَّ محققٍ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- سأصرفُ عن آياتٍ كلَّ محققٍ
- رجالاً أبوا إلا التبجحَ بالهزلِ
- ولم أر في الآيات مثلَ كلامه
- يلازمهُ قلبي ملازمة َ الظلِّ
- ولم أشهدِ الأقوام لكن رأيتُهم
- سكارى حيارى يطلبونَ على مثلي
- فلما رأوني لم يروا ما تخيَّلوا
- لأنَّ شهودَ العينِ سترٌ على إلي
- ولما رأوني لم يروا ما تحققوا
- لأنهمُ في النشء ليسوا على شكلي
- مزاجهمُ غير الذي قد مزجته
- وإنّ مزاجي لم يكن فيه من قبلي
- فإني وحيدُ العصر شهم مقيد
- بشرعٍ وتحقيقٍ وذا غاية ُ الفضلِ
- سألتُ اجتماعاً بينَ عيني وشاهدي
- ومن لي بهذا الجمع من لي به مَنْ لي
- لقد جدت يوماً بالقرونة مثلما
- تجودُ به الأمطار في الزمنِ المحلِ
- أقول بعين الجمع في عين مفرد
- تعجبتُ من جزء له حكمة ُ الكل
- كآدم لما أنْ علمتُ بذاته
- وقد جاء في الأخرى على صورة ِ الإل
- وصورة ُ ما في الكونِ من عالمٍ علا
- ومن أنزل فيه إلى غاية ِ السفلِ
- علمتُ بحالي إن تحققتْ نشأتي
- إذا كان مرآتي بأني من الأهل
- فقالَ لي المطلوب أنتَ حقيقتي
- فأنتَ منْ إليَّ لستُ واللهِ من أهلي
- فقلتُ لهث قلْ لي الذي قدْ علمتهُ
- منْ أحوالِ قلبي في جنابكمُ قلْ لي
- فقدْ كانَ ظيفورُ يقول هوى لكمْ
- وأتبعهُ فيهِ أبو بكرٍ الشبلي
- خلعتُ عليهِ منْ صفاتي ملابساً
- ليخلفني فارتاع من ذلك الفضل
- ونادى بترجيعٍ وقولٍ مفصلٍ
- إلهي ماذا بعد أنْ جدتَ بالوصلِ
- يكلفني ما لا أطيق احتماله
- ولمْ يدرِ أني في الأطايبِ والثقلِ
- وإني منْ أعطى الوجودَ كمالهُ
- كما أنهُ أعطى الكثيرَ منَ القلِّ
- وجاد على قومٍ بريّا ممسكٍ
- وجادَ على قومٍ برائحة ِ الزبل
- وكلٌّ لهُّ فيهِ نعيمٌ ورغبة ٌ
- فما في عطاءِ الله شيءٌ من البخلِ
المزيد...
العصور الأدبيه