الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تولدتَ عني وعن واحدٍ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- تولدتَ عني وعن واحدٍ
- فسميتَ بالغائبِ الشاهدِ
- فلولا قبولي وأسماؤهُ
- لما كنت عني وعن واحد
- فيا منْ هوَ النعتُ في عينهِ
- ومَن نعتُه ليس بالزائدِ
- لقدْ رُمتُ أمراً فلمْ أستطع
- كما رامَه الصيدُ بالصائدِ
- تراوغُ عنْ سهمهِ قاصداً
- وأين الفِرارُ من القاصدِ
- ومنْ أعجبِ الأمرِ أني بهِ
- صدرت ولم يك عن واردِ
- وكيفَ الصدورُ وما في الصدورِ
- سوى مقبلٍ عنه أو شارد
- تعاليتُ لما تعاليتم
- وما أنت بالواحد الواجد
- أنا واحدٌ واجدٌ كونكمْ
- ولستُ لعيني بالفاقد
- أنا ثابتٌ لستُ عن مثبت
- كما أنا عن موجدٍ ماجدِ
- فإنّ غناه وإنَّ افتقاري
- دليلٌ لذي النظر الفاسد
- وكيفَ الغنى والذي عندنا
- منْ أسمائِهِ بالغنى شاهدي
- فإن غناه بأعياننا
- محالٌ عليهِ لدى الناشدِ
- ولكنه مثلُ ما قاله
- غنيٌّ عن العالم الراصد
- وذاك الغنيُّ بلا مِرية
- وإياكَ من نفثة ِ العاقدِ
- تعالى عن الفقر في ذاته
- علوّ الحفيظِ على الراقد
- تعوذتُ منهُ بهِ مثلَ ما
- تعوذتُ منْ غاسقٍ حاسدِ
- فنعتي الإقامة ُ في موطني
- كما نعته عنهُ بالوافدِ
- فينزلُ ربي إلى خلقِه
- ولا وَصْفٌ للخلقِ بالصَّاعد
- إليهِ ولكنْ لآياتِهِ
- كما جاءَ في المحكمِ النافدِ
- يقرّ ويجحَدُ إقرارُه
- وأينَ المقرُّ منَ الجاحدِ
- أزينهُ وهوَ ليْ زينة ٌ
- كما زيّن القلبُ بالساعدِ
- طردتَ الذي لم تُرد قربَه
- وسميتَ عبدَك بالطاردِ
- إذا امتحن الله عبّادَه
- نفوزُ بمعرفة ِ العابدِ
- كما الأمُّ تضربُ أولادها
- لتظهر مرتبة ُ الوالدِ
- دعاني إلى رفدهِ جودهُ
- وما كلُّ من سارَ كالقاعدِ
- فسيري به مثلَ سيري له
- فأنعتُ بالسائقِ القائد
- أذودُ الردى عنْ جنابِ الهدى
- لا علمَ في الناسِ بالذائدِ
- وما ذدته عنه إلاّ به
- فيا خيبة َ العالمِ الحائدِ
المزيد...
العصور الأدبيه