الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إله تعالى أن يرى ببصيرة >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- إله تعالى أن يرى ببصيرة
- ولا بصرٌ والنصُّ جاءَ بإبصارِ
- وليسَ يُرى شيءٌ سواهُ وإنَّه
- على كلِّ حالٍ عينُ ذاتي ومقداري
- لذاكَ يسمى ظاهراً باطناً لنا
- لأثبت أو أنفي فالأسماءُ أبصاري
- فلا تجزَعَن فالأمرُ والشانُ واحد
- ولا تلتفت إلى يساري وإعساري
- فإني عينُ الأمرِ إنْ كنتَ موسراً
- ولستُ لهُ عيناً بعسري وإقتاري
- ألا إن عيني شاهد وشهادتي
- كذلكَ فيما صحَّ فيهِ من أخباري
- لقد أثبتُ الأرحامَ بيني وبينه
- وإنَّ أولي الأرحامِ أوْلى بأقداري
- أنا سجنُه منه إذا كنت رحمة
- وإنْ لم تكن رحمتي فقد بعدت داري
- ألا إنني جارَ لمنْ هو صورتي
- وقد جاء حقُّ الجارِ فرضٌ على الجار
- فقدْ أثبتَ المثلُ الذي قدْ نفاهُ لي
- بليسَ وقدْ حارتْ لذلكَ أفكاري
- إذا قلت: مثل قال: لا فأقول لا
- وإنْ قلتُ لا : أبقى رهيناً بأوزاري
- فما هوَ لي بعضٌ ولا أنا كلهُ
- وما ثم كلّ غير ما برأَ الباري
- ولما بدا خلقي بعيني رأيتني
- بأسمائه الحسنى وسبعة أسوار
- وما أنا إلا جودُه ووجودُه
- وإنَّ الذي يبدو لعينكَ آثاري
- تعالى بأنْ يحظى بغير وجودِه
- وأين مع التحقيقِ عينٌ لأغياري
- إذا قمتُ أثني والثناءُ كلامُهُ
- فما أنا فيما قدْ حمدتُ بمكثارِ
- إذا أبصرتْ عيني جمالَ وجودِه
- أكونُ بهِ في الحالِ صاحبَ أنوارِ
- وإنْ لم أكن أبصر سواي فإنني
- لعالمِ وقتي بي وصاحبِ أسرارِ
- ولكنْ متى أنْ دامَ بي ما ذكرتُهُ
- وذلكَ في التحقيقِ يثبتُ أضراري
المزيد...
العصور الأدبيه