الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كنتَ بالأمرِ الذي أنتَ عالمٌ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- إذا كنتَ بالأمرِ الذي أنتَ عالمٌ
- بهِ جاهلاً فاعلمْ بأنكَ عارفُ
- إذا أنتَ أعطيتَ العبارة َ عنهمُ
- بما هم عليه فاعلم أنك واصفُ
- فإنَّ الذي قدْ ذقتهُ ليسَ ينحكي
- ولا يصرفُ الإنسان عن ذاك صارفُ
- وقلْ ربِّ زدني من علومٍ تقيدَتْ
- علومُ مذاقٍ أنهنَّ عوارفُ
- إذا نلتها كنتُ العليمُ بحقها
- وإن كانت الأخرى فتلك المعارفُ
- فمعرفتي بالعينِ ما ثم غيرها
- وعلمي بحال واحد وهو عاطف
- عليها وذاك الأمر ما فيه مدخل
- ألا كلُّ ذي ذوقٍ هنالك واقف
- وما جهلَ الأقوامُ إلا عبارتي
- وما أنا باللفظِ المركبِ كاشفُ
- وما ثم تصريحٌ لذاك عيوننا
- إذا ما عجزنا بالدموعِ ذوارف
- فإنْ نحنُ عبرنا فإنَّ كبيرنا
- لحنظلة التشبيه باللفظ ناقف
- تمعرَ منهُ الوجهُ والعجزُ قائمٌ
- بهِ ويراهُ اليثربي المكاشفُ
- ولو كان غير اليثربيّ لما درى
- وهلْ يجهلُ العلامَ إلا المخالفُ
- نفى عنهم القرآن فيه مقامهم
- وإني بالله العظيمِ لحالف
- لقد سمعت أذناي ما لا أبثُّه
- وقد جافى الأمر الذي لا يخالف
- فقلتُ له سمعاً إلهي وطاعة
- وقد كان لي فيما ذكرتُ مواقف
- وما كنتُ ذا فكرٍ ولا قائلاً به
- وقدْ بينتْ لي في الطريقِ المصارفُ
- وما صرفتنا عن تحققِ ذاتنا
- بما في طريقِ السالكينَ الصوارفُ
- وما ثم إلا سالك ومسلك
- بذا قالتِ الأسلافُ منا السوالفُ
- مشينا على آثارهم عن بصيرة
- وتقليدِ إيمانٍ فنحنُ الخوالفُ
- وما حيرتنا في الطريق مجاهل
- وما حكمت بالتيه فينا التنائف
- فإنْ كنتَ ذا حسٍّ فنحنُ الكثائفُ
- وإن كنت ذا علم فنحن اللطائف
- لقد جهلتْ ما قلته وأبنته
- من أهل الوجودِ الحقِّ منا طوائف
- لقدْ قالتِ الأعرابُ : الحربُ خدعة ٌ
- وإني خبيرٌ بالحروبِ مثاقفُ
- ألا فاعذروا من كان لي ذا جناية
- ويقديه مني تالدٌ ثم طارف
- ويشتد خوفي من شهودي لموجدي
- ولما رمت بي نحو ذاك المخاوف
- علمتُ بأني ذو إنكسارٍ وذلة
- وأني مما يأمنُ القلبُ خائفُ
- وأصبحت لا أرجو أمانا وإنني
- على بابِ كوني للشهادة ِ واقفث
- شهيدٌ لنفسي لا عليها لأنني
- عليم تهادى للعمى متجانف
- وإني أناديني إذا ما دعوتني
- وقد هتفتْ بي في الخطوبِ الهواتفُ
المزيد...
العصور الأدبيه